العطلة الصيفية على الأبواب وكالعادة المواطن المقتدر سيهرب مع عائلته من جحيم الصيف حاملا معه شموع الفرح إلى الخارج، أما المواطن المسكين المحسوبة دقات قلبه بالساعة سيبقى هنا عطشانا “لأي سفرة” ولكنه لن يرتوي بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر والمزاد الجنوني لشركات الطيران التي تصبح كالفارس القوي في موسم الصيف أو العنب الأسود النادر المعلق فوق الأشجار، والسؤال الذي نطرحه هو... ما هي الكيفية التي سنتبعها في تنشيط الحركة السياحية والفعاليات التي ستستقطب المواطن والزوار من الدول الشقيقة من أجل إضفاء البهجة والسرور وخلق بديل ترفيهي لمن لا يستطيع السفر؟ 

هناك جهود واضحة وكبيرة لتشجيع السياحة الداخلية من خلال الفعاليات المختلفة والمتنوعة، ولكننا بحاجة إلى إقامة فعاليات مخصصة للعائلة بالقرب من السواحل وهذه إشكالية نعاني منها وهي واضحة أمام عين كل مراقب، فنحن مازلنا غير مستفيدين من السواحل بالشكل المطلوب وهي قضية جديرة بالمناقشة، فمثلا بلاج الجزائر يحتضر أمام أعيننا بل تجاوز مرحلة الموت ومع الأسف مازالت المسألة معقدة وكل يوم تتخذ شكلا آخر، فبلاج الجزائر مكان رائع على مستوى المنطقة ومن الممكن أن يحتل المركز الأول من حيث المتعة والبرامج الترفيهية والثقافية والفنية لعدة اعتبارات. ثانيا من الممكن الاستفادة من الساحل المجاور لقلعة البحرين بشكل أفضل خصوصا أنه قريب من مجمعي السيف والستي سنتر وذلك برفده بالخدمات والتسهيلات والمقومات والبنى الأساسية، فهذا الساحل من الممكن أن يتحول الى وجهة سياحية متميزة نظرا لموقعه، فعهد “الدوارف والزحلاقات والمظلات” انتهى فاليوم الدول التي لديها سواحل مماثلة تتسابق وتجتهد في بناء المرافق كالمطاعم والمقاهي وجعلها وجهة سياحية متفردة، ليس ضروريا أن تكون التكلفة خيالية وإنما “شيء معقول”، وكما هو واضح في دول الجوار فإن مثل هذا النوع من المشاريع ناجح جدا ومن الممكن فتح الباب للقطاع الخاص من أجل زيادة دوره في هذا الجانب.

نريد لقطاع السياحة في وطننا أن يشهد نموا متعاظما، فالبحرين لها سمة مميزة وكم هائل وفيض غزير من المخزون والمقومات البيئية.