أن تستحضر نماذج ناجحة ورائدة على مستوى العالم في مجال التنمية البشرية بغية الاستفادة منها والبناء عليها للنهوض بمستواك وقدراتك فهذا أمر يستحق الفخر، لأنك تثبت بذلك رغبتك الحقيقية في التطور، وأن تقوم بوضع استراتيجية دقيقة وجادة لتوصلك إلى ذلك الهدف السامي لهو فخر أكبر.

ذكرنا في مقالات عديدة أن السبيل للنهضة الحقيقية للوطن البعيدة عن التجميل المصطنع لبناء كفاءات وطنية حقيقية شابة طموحة يأتي من الإيمان العميق بها في البداية ومن ثم وضع الخطط الوطنية نحو إعدادها ورعايتها. لابد من البدء بالعمل من هذه اللحظة والاستفادة من أخطاء الماضي، حيث كانت الطفرة النفطية هائلة في بلداننا وكانت الوفرة المالية والوضع الاقتصادي في نمو آنذاك. كان لابد من  الاستفادة من تلك الطفرة بالبدء في العديد من المشروعات التنموية الموجهة للمواطنين الشباب فهم عماد الوطن وثروته الحقيقية في كل الأحوال. هناك العديد من الشباب ممن يملكون طاقات هائلة ويمكنهم بلورتها في شكل مشروعات تدر على البلد الثروات الهائلة وهذا ما بدأت به دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل الإعداد الجاد للطاقات الوطنية وأصبح اليوم الحديث هناك عن مشروع الوصول الى المريخ. إن تمكين الطاقات الشبابية وزرع الثقة في الشباب عن طريق تسلمهم مهام كبيرة ليتمكنوا من خلالها من إثبات ذواتهم وبناء وطنهم لا مجال للشكِ في نتائجه، وهذا ما تضمنته الكلمة التي ألقاها سمو الشيخ محمد بن راشد في كلمته بعنوان «استئناف الحضارة» في القمة العالمية للحكومات عندما قال إن مشروع الإمارات للوصول للمريخ يقوده شباب إماراتيون في العشرينات من العمر ونحن فخورون بهم.

قلناها مرارا، الشباب البحريني أثبت قدرته على التميز والوصول إلى مراتب المنافسة ومزاحمة الكبار على مستوى العالم متى ما توافرت له أسباب النجاح والدعم. لابد من رصد عمليات التهميش والإقصاء للشباب في مختلف المواقع، وكما يقال «أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي»، نتمنى الشروع في الإعداد للجنة عليا تُعنى بتمكين الشباب الوطني وفق خطط واستراتيجيات واضحة وأن يتم الإشراف على هذه الاستراتيجية ووضع جدول زمني لها وأن تكون مهمتها التأكد من تنفيذ برامج الاستراتيجية وتقييمها بشكل مستمر.