العدد 3136
الثلاثاء 16 مايو 2017
banner
هجرة العقول العربية (1)
الثلاثاء 16 مايو 2017

“هجرة العقول أو هجرة الأدمغة” مصطلح يطلق على هجرة العلماء والمتخصصين في مختلف فروع العلم من بلد إلى آخر طلبا لرواتب أعلى أو التماسا لأحوال معيشية أو فكرية أفضل، وعادة ما تكون هجرة العقول من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة. وقامت الجمعية الملكية البريطانية بابتداع مصطلح “هجرة الأدمغة” لوصف هجرة العلماء من المملكة المتحدة وكندا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين الميلادي. (المصدر: ويكيبيديا – الموسوعة الحرة). بدأت ظاهرة هجرة العقول العربية بشكل محدد منذ القرن التاسع عشر الميلادي، خصوصا من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والجزائر، وفي بداية القرن العشرين ازدادت هذه الهجرة خصوصا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتعد المنطقة العربية أكثر منطقة يضطر علماؤها وكفاءاتها الى الهجرة وهم من المهندسين والأطباء وعلماء الذرة والفضاء، حيث إن أكبر نسبة مهاجرين للأدمغة في العالم من سكان المنطقة العربية، وأظهرت بعض الدراسات التي قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والبنك الدولي، أن العالم العربي يساهم في ثلث هِجرة الكفاءات من البلدان النامية، وأن 50 % من الأطباء، و23 % من المهندسين، و15 % من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة يهاجرون متوجهين إلى أوروبا والولايات المتحِدة وكندا، ما يفرز تبعات سلبية على مستقبل التنمية العربية.

وذكرت بعض التقارير أن 54 % من الطلاب العرب، الذين يدرسون في الخارج، لا يعودون إلى بلدانهم، ويُشكل الأطباء العرب في بريطانيا 34 % من مجموع الأطباء فيها. هجرة العقول العربية الى الخارج تتركز في ثلاث دول تحديدا، هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، وكلفتها على الدول العربية تقدر بحوالي ملياري دولار سنويا. هذه الأرقام المخيفة تدعم الفكرة التي تؤكد أن البلدان العربية أصبحت بيئات طاردة للكفاءات العلمية العربية وليست حاضنة أو جاذبة لها، حيث يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة الخطرة. وهنا يحضرني – منذ سنوات - جواب الدكتور “حميد الريمي” نائب عميد كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الحديدة، حيث يقول: “ترجع أسباب هجرة العقول العلمية العربية إلى ضعف أو انعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملا يناسب اختصاصهم في بلدانهم، وضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات وانعدام التوازن في النظام التعليمي، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، والإشكالات التي تعتري التجارب الديمقراطية العربية التي تؤدي في كثير من الأحيان الى شعور أكثر أصحاب الكفاءات والخبرات بالغربة في أوطانهم، مما يضطرهم إلى الهجرة سعيا وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استقرارا”. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .