هناك جهات أخرى بخلاف داعش تستفيد من هذا الترابط الذي بات حتميا بين الهجمات الإرهابية وتهديد حياة الناس وبين هذا التنظيم الإرهابي، ومن بينها بعض المؤسسات الأمنية نفسها حينما تعجز عن مواجهة الإرهاب فتجد في داعش الخلاص الذهبي على أساس أنه تنظيم عالمي لم يعد بالإمكان مواجهته والقضاء عليه، وكأنها تقول للناس لا تطالبوني بإيقاف الإرهاب، إذ كيف لي ذلك وهناك دول كبرى غير قادرة على ذلك وتعاني أشد المعاناة من هذا التنظيم الذي يضرب دون هوادة كل مكان، فداعش هنا هي تبرير جاهز لتردي الوضع الأمني وعدم إحكام السيطرة.

من المستفيدين أيضًا، كل من يحاول إحداث الوقيعة بين الغرب والإسلام والصدام بينهما وضرب التقارب والتعايش بينهما، وكل من يسعى إلى إضافة مشكلات وإحراج أبناء الجاليات الإسلامية وإظهارهم وكأنهم المسؤولون عن هذه الهجمات الإرهابية والإيحاء بأن السبيل لمواجهتها هو “طرد” أبناء هذه الجاليات وعدم استقبال المزيد.

ربما يفسر ذلك، التهور الملحوظ لبعض وسائل الإعلام في نقل الحدث دون التأني أو التدقيق فيتم الربط بين العمل الإرهابي وبين داعش وكأن ذلك بات من المسلمات عند الحديث عن العمليات الإرهابية أيا كان نوعها أو موقعها، فيقوم الإعلام بترجيح فرضية تورط داعش دون غيرها من الاحتمالات حتى ولو كانت التصريحات الرسمية غير ذلك.

 كما يفسر أيضًا التركيز على الهجمات التي تستهدف الغرب سواء ضد المؤسسات أو الأشخاص والتي يشتبه في تورط من ينتمون للدين الإسلامي فيها، بينما يتم تهميش وتجاهل الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسلمين حتى وإن كانوا في مساجدهم يصلون كما حدث في إقليم كيبيك في كندا.

الخلاصة، لا ينبغي تصديق كل ما يزعم تنظيم داعش تبنيه من هجمات إرهابية، مع الاعتراف التام بخطورة هذا التنظيم سواء ما يحمله من أفكار متطرفة أو ما يقوم به من أعمال خارجة عن كل الأديان السماوية وتجسد استهتاره الشديد بأرواح البشر في كل مكان، ما ينبغي التصدي له دون تهويل أو تهوين.