+A
A-

السعودية تستقبل ترامب اليوم في أولى جولاته الخارجية

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت جولته الخارجية الأولى التي يستأنفها بزيارته الى السعودية، حيث سيحضر أعمال ثلاث قمم، بغرض بحث أجندة واسعة تناقش مختلف قضايا المنطقة والعالم.

وتجري القمة السعودية الأميركية بسلسلة اجتماعات ثنائية بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأميركي، بغرض تعزيز العلاقات بين البلدين وتنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب.

وفي قمة أخرى، يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع ترامب، غدا الأحد، لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على بناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.

ويجري ترامب قمة عربية إسلامية مع 55 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف.

وقال الباحث في معهد “المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية” آدم بارون لوكالة فرانس برس، إن استضافة القمة العربية الاسلامية الأمريكية “مؤشر على الريادة الاقليمية للسعودية” والغرض منه إظهار مدى قدرة المملكة على جمع قادة مسلمين تحت سقف واحد، مع ترامب.

وعقب سنوات من الفتور في ظل ادارة باراك اوباما، وجدت دول الخليج في ترامب، حليفا تعيد معه بناء العلاقة التاريخية مع واشنطن.

وتحتل إيران بتهديدها لأمن المنطقة عبر أذرعها الممتدة، حيزاً هاماً على جدول أعمال القمم الثلاث، باعتبارها المعرقل الرئيسي، لإيجاد حلول في سوريا واليمن والعراق.

إيران أيضاً تدعم نظام الأسد بالأسلحة والمقاتلين من عناصر الحرس الثوري، وتدعم الانقلاب على الشرعية في اليمن بتدريب الانقلابيين الحوثيين ومدهم بالأسلحة، وكذلك الصواريخ التي يطلقونها على السعودية.

ليس هذا وحسب، فالتدخلات الإيرانية في العراق يرى فيها سياسيون نذيراً بحرب أهلية تلوح في الأفق، إن واصلت إيرانُ دعمَها لميليشيات الحشد الشعبي التي ترفض بدورها عودة الأهالي إلى منازلهم في المناطق المستعادة من داعش، ضمن مخطط يهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق، خدمة لمشاريع طهران وأطماعها التوسعية. بصمات إيران حاضرة كذلك في البحرين وفي الكويت، فالسلطات هناك ضبطت العديد من الخلايا الإرهابية التي أثبتت التحقيقات صلاتها بإيران وحصولها على التمويل والتدريب اللازم منها، بهدف زعزعة أمن واستقرار دول الخليج.

ويحضر الرئيس الأميركي إلى المنطقة ثقة منه بأهمية الدور المحوري الذي تلعبه السعودية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي في التصدي للإرهاب، وهو يدرك تماماً حجم التهديد الذي تمثله إيران للمنطقة ككل.

ويتوقع محللون أن تهيمن إيران، على لقاءات اليوم السبت بين ترامب والمسؤولين السعوديين وعلى رأسهم الملك سلمان، واجتماعات غدا الاحد بين الرئيس الأمريكي وحكّام دول الخليج والدول الاخرى. واعتبر سلمان الانصاري، رئيس لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية المعروفة باسم “سابراك”، أن القمة العربية الاسلامية الأمريكية “تحمل رسالة واضحة للنظام الإيراني المتشدد مفادها أنه سيكون هناك تفاهم كامل واتفاق شامل بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والاسلامي” بشأن التعامل معها.

وقال مستشار الأمن القومي إتش.أر. مكماستر، إن البيت الأبيض حدد ثلاثة أهداف لجولة ترامب وقممه في السعودية، وهي إعادة التأكيد على دور الولايات المتحدة القيادي على الساحة الدولية، وبناء علاقات مع زعماء عالميين وتوجيه “رسالة وحدة لأصدقاء أمريكا وأتباع ثلاث من أكبر الديانات في العالم”.

وأضاف للصحفيين “الرئيس ترامب يسعى لتوحيد الناس من جميع العقائد وراء رؤية أمريكية مشتركة للسلام والتقدم والرخاء”.

وذكر مكماستر أن ترامب سيلقى كلمة في السعودية يعبّر فيها عن أمله في أن يلقى الإسلام الوسطي المعتدل صدى في العالم.

ويرى إندرياس كريغ، الباحث في مجال الدفاع في كلية كينغز بلندن، أن الملك سلمان من جانبه يسعى إلى الاستعانة بالولايات المتحدة لتشكيل “تحالف إسلامي بقيادة سعودية ضد الفكر المتطرف، وضد إيران”في نفس الوقت!.

والقمة جزء من استراتيجية أمريكية لدفع العالم الإسلامي إلى التحرك ضد المتطرفين في تنظيم  “داعش”، وضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران وعلى رأسها حزب الله في لبنان، بحسب ما نقلت “أ ف ب” عن مصطفى العاني من مركز الخليج للأبحاث.

ويوضح المحلل قائلا “إنها استراتيجية مهمة لأنها قد تترجم بإجراءات على الارض وبمساهمات مالية سخية من الدول النفطية مقابل مشاركات عسكرية وتبادل للمعلومات الاستخباراتية”.

ويقول العاني إن إدارة ترامب تعي أن السعودية “قوة إقليمية كبرى” ومن الضروري طلب مساعدتها والتعاون معها في احتواء إيران ومحاربة “الارهاب” في آن واحد.