البرلمان الحالي الأضعف... وكل لجان التحقيق البرلمانية فاشلة... بهذه العبارة الحادة والصريحة شخّص رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب عبدالله بن حويل المشهد النيابي.

وقال في حوار مع مندوب “البلاد” إن اجتماعات لجان التحقيق مضيعة لوقت المجلس، ولم يتمخض عن اجتماعاتها إلا الإدانات بالصحف، والفرقعات الإعلامية.  

وذكر أن المجلس الحالي غير قادر على السير خطوة واحدة للأمام، وما يجري اليوم تحصيل حاصل للفترة المتبقية من عمره.

واستبعد تقديم البرلمان طلبًا لاستجواب وزير وبخاصة أن المجلس على مشارف عام من الانتخابات القادمة المتوقعة في خريف العام 2018.

وبشأن أداء وبعض تصريحات بن حويل الساخنة، علق أن الأداء يقاس بحجم النائب على الخارطة وليس بعدد تصريحاته الصحافية أو بما ينشره في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.

وبشأن تراكم جبل المخالفات المالية والإدارية بالتقارير السنوية، نبّه بن حويل أن السبب الرئيس في ذلك عدم محاسبة المسؤولين عن المخالفات، ومحاكمتهم، حفاظًا على المال العام.

وفيما يأتي نص الحوار مع النائب بن حويل:

المجلس ضعيف

 ما جهودك التشريعية والرقابية لوقف نزيف جيب المواطن بسبب توالي استحداث فرض الرسوم أو زيادتها بشكل كبير؟

- أي جهود تشريعية بهذا السياق لن تكون ذات نفع أو تأثير، لأن المجلس الحالي ضعيف وغير قادر على أداء دوره، والتشريعات الشبيهة تتطلب توافقًا نيابيًّا وإرادة حقيقية.

 

فاشلة وفرقعات

ألا تعتقد أن لجان التحقيق البرلمانية تؤدي مهمة دستورية جليلة ولكن لماذا تتوه نتائج أعمالها؟ 

-  كل لجان التحقيق التي شكلت فاشلة وضعيفة، ويكفي أن تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية وبتجاوزاتها الصارخة لم تتمخض عنها أي لجان تحقيق ذات نفع.

 وعليه، فإن اجتماعات لجان التحقيق هي مضيعة لوقت المجلس، ولجهود الموظفين في الأمانة العامة. 

ولَم يتمخض عن اجتماعات لجان التحقيق إلا الإدانات بالصحف، والفرقعات الإعلامية.  

 

صاحب القرار

فيما لو جدّد جميع أعضاء المجلس ترشحهم بالانتخابات المقبلة، ما توقعاتك لنسبة تجديد الوجوه، ومعاقبة الناخب لآخرين بإسقاطهم؟

-  المواطن البحريني مدرك تمامًا لما يحصل، ويعي جيدًا دور وحجم هذا المجلس وأداءه، وأداء نوابه، وهو صاحب القرار الفيصل في الانتخابات المقبلة. وقوة المجلس النيابي هو قوة لشعب البحرين، والعكس صحيح. 

استهداف مباشر

كيف تفسّر الإحصاءات المتكررة التي تتهمك بها الأمانة العامة بأنك النائب الأكثر تغيبًا عن الجلسات، وهو أمر موثّق إلكترونيًّا كما ذكر من قبل، وفي الوقت الذي تنتقد فيه أداء المجلس، ألا ترى أن في ذلك تناقضًا؟ 

-  كل ما روّج عني هو محض هراء واستهداف مباشر لشخصي ولسمعتي ولأسباب معروفة النوايا.

أنا ملتزم بحضور الجلسات، وإن تغيبت فبعذر رسمي، والإشاعات الممنهجة هذه والمدروسة بعناية، لم تغيّر من واقع وحقيقة عبدالله بن حويل قيد شعره، فمكانتنا عند القيادة وعند شعب البحرين موجودة ومستمرة ومتزايدة.

ونحن يا أخ راشد سباقون بخدمة البحرين وشعب البحرين وقيادته، قبل دخولنا المجلس، وخلال وجودنا به، وستستمر هذه المحبة والإخلاص بعد خروجي منه بإذن الله.

  

الأضعف والأوهن

يعتبر دور الانعقاد الثالث من عمر كل برلمان دورًا للحصاد البرلماني، ومن خلال خبرتك بالتواجد بعدد من المجالس النيابية، فكيف تقيّم حجم الحصاد البرلماني بعمر برلمان 2014 مقارنة بالبرلمانات السابقة؟

- البرلمان الحالي هو الأضعف والأوهن منذ المجلس الأول في 2002، وهذه شهادة نائب لا يخشى بقول الحق لومة لائم.

كما أن هذه الرؤية هي نابعة من  قناعة المواطن نفسه، وصوته الناطق في المجالس العائلية والعامة والشبابية، وفي ساحات التغريد، وفي الصحافة، وفي كل منبر رأي، فالكل يقول ذلك، بل إن هنالك شريحة من النواب أنفسهم يتوافقون مع هذه الرؤية ولديهم القناعة بها، والأسباب بذلك معروفة وواضحة.

 

التعاطي الهش

دأب البرلمان على التعامل بطريقة رد الفعل وليس صنع الفعل، وبخاصة في القرارات التي تفاجئ السلطة التنفيذية بها المجلس، فما هو الدواء لهذا الداء؟

- حين يكون المجلس ضعيفًا فإنه سيبني مواقفه على ردة الفعل، وربما الصمت المطبق ببعض الأحيان. 

المواطن البحريني أصبح حاد الذكاء في نظرته للحراك السياسي، وفي النظر لماهية الحراك البرلماني، وفي التشريعات التي تمرر وتلك التي ترفض، وفي القرارات التي تتخذها الحكومة بشكل فردي عن المجلس، وبأسلوب تعاطي المجلس الهش معها.

اليوم، تجد لدى الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعًا حسابات في تويتر والانستجرام والسناب شات والفيس بوك وغيرها،  وتراها تكتب وتعبر، وتبدي دلوها بهذا الموضوع وذلك، وبواقع مغاير تمامًا لما قبل العام 2011.

الخلاصة أن الرأي العام اليوم ليس ذكيًّا فقط؛ بل مراقبًا لكل ما يجري، ورأيه مؤثر ومباشر ومستمر، ويمثل عامل ضغط على النواب والسياسيين معًا.

تحصيل حاصل

وقفت بجلسة عامة للبرلمان قبل أسابيع، منتقدًا تكوّد زملائك بمنصة الحكومة بالقاعة، ومطالبًا بتفعيل أدوات الرقابة الدستورية، سواء الاستجواب أو التحقيق، فإلى أيّ مدى ترى المجلس ونوابه جادين في استخدام هذه الأدوات دون عرقلة أو تعطيل كما جرى في تجربة سابقة معروفة مع وزير المالية عندما رفعت أسعار المحروقات؟

-  المجلس الحالي غير قادر على السير خطوة واحدة للأمام، وما يجري اليوم هو تحصيل حاصل للفترة المتبقية من عمره، فلا تتوقع استجوابًا الآن، ونحن على مشارف عام من الانتخابات القادمة.

 

سيادة الدولة

 هل ترى أن منظومة التشريعات الوطنية الحالية أصبحت متكاملة الردع للمخاطر الإجرامية والإرهابية أم أنها بحاجة لتحديث؟ 

-  المنظومات الحالية قوية وتلبي الطموح، وأسهمت بإحداث تغييرات إيجابية في الأمن الداخلي للبحرين.

 وأي تشريعات جديدة تصب في الصالح الوطني، وفي حماية سيادة الدولة وتعزيز الأمن الوطني بها أنا أول من يقف بجانبها ويدعو لتفعليها، خصوصًا فيما يخص بث الإشاعات والفتنة المذهبية والطائفية وتشطير المجتمع، والولاء للأجنبي، والأعمال الإرهابية والتخريبية، وتسييس المنابر الدينية، وتمجيد الإرهاب، وباعتبارها أمراضًا عضالاً يجب استئصالها من جذورها.

 

لا محاسبة 

برأيك، ما أهم الأسباب التي أدت لهذه الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبحرين؟

-  أهمها تجاهل ما ورد من مخالفات وفساد في تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية بنسخها الخامسة عشرة، وعدم محاسبة المسؤولين عنها، ومحاكمتهم، حفاظًا على المال العام وحفاظًا على هيبة الوظيفة نفسها، ودرء لكل من تسوّل له نفسه بأن يمد أصابعه على أموال الناس.

 

بروز البعض

هنالك لغط على أدائك مؤخرًا في المجلس النيابي، وبأنك تسعى للشهرة على حساب زملائك من خلال بعض التصريحات الساخنة، ما رأيك؟

-  ما أقوله يعكس قناعاتي، وهي قناعات لا تتغيّر لا بمنصب أو جاه أو وعود، وهي قناعات تعكس الواقع الذي يعيشه أبناء بلدي ولا غير ذلك، وأنا نائب ممثل عن شعب البحرين، وناطق بصوته، ولست موظفًا بالمجلس، ولن أكون.

تقييم أداء النواب ليس بأيديهم، بل هو قناعة نابعة في صدور الناس، ويكفيك اليوم، أن تقف مع هذا وذا أو ذاك، لتسأله عن النائب الفلاني وعن أدائه لتعرف مكانه الحقيقي على الخارطة، وليس بتصريحاتهم على صفحات الجرائد، أو بحساباتهم في الانستجرام وتويتر، وربما السناب شات، ولي أن أشير أيضًا أن بروز بعض النواب بالصحف بات يزيد عن الصحفيين أنفسهم، ولذلك قصة أخرى.

 

تحية لمراد

 تحية تود إيصالها لنائب قريب من نفسك؟

-  للنائب الشيخ عبدالحليم مراد، ولا قصور على بقية الزملاء.

 

مكتسبات المواطن

كيف تقرأ جهود البرلمان في عقد فعاليات كبرى مثل الورشة الأخيرة لدور السلطات التشريعية في مكافحة الإرهاب بمشاركة برلمانيين عرب؟

- إنها جهود مشكورة، لكن المفترض أن تأتي مكملة لعمل النواب وليس بصلب وقتهم وجهدهم كما يجري. مثل هذه الفعاليات تخرج عن إطار وظيفة المجلس التشريعية والرقابية.

وبرأيي بأنه من الأوفق لو أسند تنظيم هذه الفعاليات لمعهد التنمية السياسية أو وزارة الإعلام، في حين يركز المجلس على الملفات الرئيسيّة التي تهم المواطن وبمقدمتها الملفات المعيشية والاقتصادية، ووضع الميزانية العامة ومكتسبات المواطن التي تهمه وتشغل باله وضميره.