العدد 3140
السبت 20 مايو 2017
banner
فلسطين... الاسم الذي لا يُنسى
السبت 20 مايو 2017

فلسطين ذلك الجزء المُغتصب من الوطن العربي، وشقيق الأحواز والجولان ولواء الإسكندرون والجزر العربية الثلاث في قسيمة الاحتلال الأجنبي، فلسطين في قلب كل إنسانٍ عربي، وهوية كل حُر فلسطيني لم ينس أرضه، خصوصا الصامدون على ترابهم الذين يُقدمون أنفسهم وأبناءهم قرابين لتبقى فلسطين عربية، وأولئك الشباب الذين لم تغرهم الهجرة للخارج وأموالها، ولم يستطع ترف الدنيا إبعادهم عن أرضهم الفلسطينية، وأولئك الصابرون الذين مازالوا يملكون مفاتيح منازلهم المُحتلة التي تقلدوا بها على رقابهم، مُحافظين عليها بالقرب من قلوبهم التي تدق حُبًا لفلسطين، والذين مازالوا يأملون أن تفتح تلك المفاتيح أبواب منازلهم التي تقع في قلوبهم كما هي فلسطين.

69 عامًا يشيخ الإنسان فيها ولكن تبقى فلسطين أرضٌ لم يَهجرها أهلها بل تعرضوا لأسوأ عمليات التطهير العرقي والتشريد. النكبة ذكرى احتلال فلسطين الأرض التي تم اختيارها لتوطين الصهاينة دون بلدان العالم، نكبة سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية وديموغرافية وثقافية وحضارية ودينية، فلسطين تنوعت النكبات على أرضها. وتم اختيار فلسطين أرضًا لإقامة الصهاينة كونها تقع في قلب الوطن العربي، كان لهم متسع كبير في أفريقيا وأستراليا وأوروبا لكنهم أصروا على هذه الأرض دون سواها، لم يكن احتلال فلسطين ضد الدين الإسلامي أو المسيحي بل كان ضد العرب أجمعين، العرب الذين كانوا يتعايشون مع الجميع على هذه الأرض وعلى أحسن ما يكون من المودة والسلام حتى ألهبت الحروب الصليبية هذه العلاقة السرمدية ودمرتها وزرعت مكانها الكره والبغضاء بين البشر والأديان التي كانت على أرض فلسطين.

لقد اختار الصهاينة بمساعدة البريطانيين ودعم الغربيين أرض فلسطين بحكم تميز موقعها وما تحويه، فأرضها ملتقى القارات الثلاث، وطريق مُميز للتجارة، فهي قريبة من البحر الميت الغني.

في كل عام يحتفل العرب والفلسطينيون بذكرى النكبة ليذكروا العالم بقضية فلسطين وشعبها الذي يُطالب بحق العودة، ولإثبات خطأ الإثم البريطاني الغربي بمساعدة العصابات الصهيونية على احتلال فلسطين ومدهم بالمال والسلاح لقتل أهلها، ولتذكير هذه العصابات بأن الشعب الفلسطيني حي وفلسطين حتى بعد ألف عام وأكثر سيكون اسمها فلسطين وهويتها عربية. إن الشعب العربي الفلسطيني لم يُخوِّل أحدًا التفريط بأرضه، شوارع وطرق ووديان فلسطين وأراضيها ستبقى خالدة في ذاكرة الأجداد والآباء ويتوارثها الأبناء جيلًا بعد جيل، ذاكرة راسخة كأشجار الزيتون. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .