+A
A-

عبدالمحسن الحويلة لـ “البلاد”: نسعى لتحقيق التكامل التعليمي على مستوى القيادات السياسية الخليجية

دعا وكيل وزارة التربية للتعليم الخاص والنوعي بدولة الكويت الشقيقة عبدالمحسن الحويلة لتحقيق التكامل التعليمي الخليجي عبر إيجاد المزيد من التنسيق على مستوى القيادات السياسية والوزراء؛ خدمة لشعوب المنطقة، مؤكداً أن “التعليم والصحة أضحيا من أهم المظاهر الحضارية للشعوب، وبأن الاستثمار في العنصر البشري يبدأ بالتعليم نفسه”.

وأكد الحويلة في لقاء أجرته معه “البلاد” على هامش ترؤسه الوفد الكويتي الزائر للبحرين مؤخراً والممثل لقطاع التعليم الخاص والنوعي بأن وزارة التربية والتعليم الكويتية مستمرة في تقديم 25 منحة دراسية سنوية للطلبة البحرينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة شاملة لكل النفقات والمصروفات، مبيناً بأنها تأتي في سياق التعاون والتكامل الكويتي البحريني.

وأوضح أن عدد الطلبة البحرينيين الموجودين بالكويت حاليا بهذا القطاع 43 طالبا وطالبة، منهم (32) من الذكور، و(11) من الإناث، أغلبهم من ذوي الإعاقة الذهنية.

 

- ما سبب زيارتكم الكريمة لبلدكم الثاني البحرين؟

حضورنا للشقيقة البحرين دائماً ما يغبطنا ويفرحنا، فهذا البلد عزيز علينا، وله مكانة خاصة بنفوسنا، وأرأس بهذه الزيارة وفدا تعليميا من وزارة التربية والتعليم الكويت؛ لمتابعة مستجدات المنح التعليمية الكويتية لذوي الاحتياجات الخاصة بمملكة البحرين لهذا العام.

وتقدم هذه المنح بشكل سنوي، وبمقدار (25 منحة) للبحرين، ومثلها لسلطنة عمان، وبهدف استقطاب الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم بالكويت، وفقاً لأعلى المستويات التعليمية، وبما ينسجم ويتوافق مع التكامل التعليمي الخليجي.

 

- ما طبيعة المدارس التي يتم إلحاق الطلبة البحرينيين بها؟

مدارس خاصة مهيأة بشكل كبير لتعليم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقوم على الخبرات والكفاءات الكويتية العالية، وتدرس بها مناهج تعليم مميزة.

 

- كيف تكون آلية الالتحاق بهذه المنح؟

عن طريق المكتب الثقافي بسفارة دولة الكويت، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم البحرينية ممثلة بإدارة التربية الخاصة، والتي تقوم بترشيح الطلبة، وتقديمهم للمقابلات الشخصية وامتحانات القبول، وبسياق ذلك نؤكد في وزارة التربية الكويتية بعمق الروابط التي تربطنا مع إخواننا بمملكة البحرين، وندعو لتحقيق الأهداف المنشودة في المجال التعليمي، وبجميع المجالات.

 

- ما أهم الشروط والمعايير المطلوبة من الطلبة لاجتياز الاختبار؟

يجب أن يتراوح عمر الطالب المتقدم من 6-9 سنوات، وأن يكون قد أنهى ما لا يقل عن سنة دراسية نظامية على الأقل، وحصل على شهادة معتمدة بذلك، شريطة أن يتوافق مع سلم الأعمار في مدارس التربية الخاصة، وألا يكون قد انقطع عن الدراسة لمدة تزيد سنة.

كما يشترط ألا يكون مفصولاً من المدرسة لأسباب سلوكية، والمطلوب أخذ تعهد، أضف أن لإدارة مدارس التربية الخاصة بالكويت الحق في إلحاق الطالب في الصف الذي يتناسب مع قدراته العقلية والدراسية، بعد اجتيازه التقييم النفسي، والاختبارات التحصيلية.

 

- هل هنالك اختبارات خاصة تطبق على المتقدمين؟

نعم، ويختلف نوعها وفقاً لطبيعة الإعاقة ودرجتها، وعليه لدينا في الوفد متخصصون بتطبيق هذه الاختبارات وقياسها، والتأكد أيضاً من أن المتقدم سيستفيد من هذه المنحة، والتي تهدف لتقديم خدمة تعليمية هادفة ومتكاملة، والتي تبدأ من بداية حياة الطالب وحتى ينتهي في مرحلة الصف الأول الثانوي.

كما أن هنالك معايير فنية تؤخذ في الاعتبار ترتبط بدراسة نوع الإعاقة نفسها، السمعية والبصرية والذهنية، مع استثناء  بعض الإعاقات الذهنية، والتي تولد الحركة المفرطة، والتي لا يكون لها – بواقع الأمر- استفادة كثيرة.

 

- ماذا عن الحالة الصحية للطالب نفسه؟ هل هنالك معايير محددة؟

من الأهمية تقديم تقارير وشهادات طبية تثبت أي عمليات جراحية أجريت للطالب، أو أي مرض يشكو منه، مع بيان الحالة الصحية للأسرة إن كانت تعاني أي أمراض مختلفة، وذكر نوع الإعاقة إن كانت (وراثية أو خلقية) أو ناتجة عن (حادث أو مرض)، وكذلك ذكر أنواع الأمراض والحوادث، وتواريخ الإصابة بها.

 

- ماذا عن الدراسات المتوفرة بدولة الكويت لذوي الاحتياجات الخاصة؟

تنقسم الدراسات المتوفرة لأربعة أقسام رئيسة، الأول وهي الإعاقة السمعية، وتشمل المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية (تعليم عام)، والمرحلة الابتدائية ومرحلة التأهيل المهني (دبلوم تأهيل مهني).

والقسم الثاني ويختص بالإعاقة العقلية، ويتفرع منه التخلف العقلي البسيط، المرحلة الابتدائية، ومرحلة التأهيل المهني (دبلوم التأهيل المهني)، متلازمة داون، ويتفرع منها المرحلة الابتدائية، مرحلة التأهيل المهني (دبلوم تأهيل مهني)، إعاقة التوحد ويتفرع منها المرحلة الابتدائية، مرحلة التأهيل المهني (دبلوم تأهيل مهني).

القسم الثالث الإعاقة البصرية، وبالمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية (تعليم عام)، وأخيرا قسم الإعاقة الحركية، وبالمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية (تعليم عام).

 

- ما المزايا المصاحبة لهذه المنحة؟

توفر الكويت كل المتطلبات والمصروفات التي يحتاجها الطالب وبشكل كامل، منها المسكن، والإعاشة، والتنقل، كما يصرف له راتب شهري.

 

- كم عدد الطلبة البحرينيين (من ذوي الاحتياجات الخاصة) الذين يدرسون بالكويت؟

المجموع الكلي لهم 43 طالبا وطالبة، موزعين كالتالي، بمدرسة وفاء (متلازمة دوان) عدد (2) طالب وطالبة، بمدرسة رجاء بالمرحلة المتوسط (إعاقة سمعية) بعدد (7) ثلاثة طلاب وأربع طالبات، بالتربية الفكرية (إعاقة ذهنية) عدد (13) كلهم طلاب، وبتأهيل التربية الفكرية (21) طالبا وطالبة، منهم (15) طالبا، و(6) طالبات.

 

- ما الذي يميز التجربة الكويتية في المجال التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة؟

الكويت من الدولة السباقة في مجال التربية الخاصة، وهو حراك بدأ بنهاية الخمسينات، حيث أولت الدولة والمجتمع معاً هذه الفئة اهتماماً كبيراً، وهنالك أكثر 18 مدرسة متخصصة بذلك، شاملة لجميع أنواع الإعاقات، وباختلاف درجاتها (البسيطة، المتوسطة، الشديدة).

ونحن الآن بصدد بناء مدارس تربية خاصة جديدة بكل محافظات الكويت، وستكون بناء على أحدث المستجدات التربوية، وسنستمر – بذات الوقت- بتقديم المنح لأبنائنا الطلبة في البحرين، والتي استفاد منها الكثيرون، وهنالك حرص من وزارة التربية الكويتية وإيمان قوي بأن الطالب البحريني هو طالب كويتي، وهذا الاهتمام موصول ومتجذر لدى القيادة السياسية، وكل الحكومات الكويتية المتتالية.

 

- حدثنا عن تجربة المرأة الكويتية في مجال التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة.

المرأة الكويتية عنصر أساس في عملية التعليم بالكويت، ونؤكد دورها المهم في بناء الأسرة والتي تمثل النواة بتهيئة النشأ، وتبلغ عدد المعلمات الكويتيات قرابة 1200 معلمة وهو رقم قياسي وكبير قياساً بعدد السكان، في حين يبلغ عدد الطلبة 1500 طالب وطالبة تقريباً، أي بمعدل معلمه لكل أربعة طلاب.

وللمرأة ثلاثة أدوار بهذا السياق، فني، تعليمي، وإداري، وفي الحديث عن دورها التعليمي، فهو كبير وحيوي وأساس، ولها دور تأثير مباشر في عملية الارتقاء بالحراك التربوي الخاص للذوي الاحتياجات الخاصة. 

وتجدها تستغل طاقات الطلاب بالشكل الصحيح والمفيد، وحاضرة دائماً في الأنشطة التعليمية المرتبطة بأهداف المدرسة، وتحاول دوما من خلال الغرف الصفية وداخل أسوار المدرسة بأن تؤدي دورها كما يجب، وفي استثمار عقل الطالب، وبأن يكون منتجا وفاعلا بالمجتمع، وقادرا أن يأخذ دوره الطبيعي أسوة بغيره.

من جانب آخر، فإن للأم دورا مهما جداً بهذا الجانب، بل هو الأهم إن صح التعبير، ولقد أثبت لنا من خلال تجاربنا ولقاءاتنا المستمرة مع أولياء الأمور بأن دور الأهم كبير ومحوري ومكمل للعملية التعليمية نفسها، ويختزل على المعلمين الكثير من الوقت والجهد.

 

- ما المختلف بالخطة الدراسية الفردية التي تقوم بها وزارة التربية الكويتية لتعليم وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة؟

يحتاج الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة للمزيد من الاهتمام والتدريس والتعليم، وعليه يحتاج الطالب خطة دراسية خاصة تقوم على نوع الإعاقة ودرجتها، ولذى فنحن حريصون دائماً بأن نضع خطة دراسية فردية لكل طالب، وحتى نستطيع أن نقوم بدورنا تجاهه من الناحيتين (التعليمية والتعلمية).

 

- ما الحالات التي تجدون صعوبة في التعامل معها؟

الحالات الشديدة من الإعاقات الذهنية، والتي تحتاج جهدا كبيرا من جانب المعلمين، مع وجود الحرص أن تأخذ هذه الشريحة حقها بالتعليم أسوة بغيرها، وإذ ما أردنا أن نعطي كل ذي حق حقه، فلابد أن نولي دوماً هذه الشريحة حقها الكامل بذلك، وعليه فنحن نسعى دائماً في التربية الخاصة أن نستجلب وسائل التعليم الحديثة والمتطورة بشكل مستمر؛ كي نحقق المنفعة الكبرى للطلبة، بشتى شرائحهم وتصنيفاتهم.

 

- ما التشريعات الخليجية التي نحتاجها في مجال التربية الخاصة؟

تحقيق التكامل التعليمي، ليس على مستوى التربية الخاصة فقط، بل على المستوى التعليمي نفسه، وأن يكون هنالك تنسيق على مستوى الوزراء والقيادات السياسية؛ خدمة لشعوب المنطقة، خصوصاً وأن التعليم والصحة أضحيا من أهم المظاهر الحضارية للشعوب، والاستثمار في العنصر البشري يبدأ بالتعليم؛ لأن من خلاله ستجد كل مظاهر التحضر والتمدن الأخرى.