العدد 3143
الثلاثاء 23 مايو 2017
banner
اكفوهم ذل السؤال
الثلاثاء 23 مايو 2017

أن تكون هناك 15 ألف أسرة بحرينية تحت خط الفقر تعيش بيننا ولا تجد قوتا يكفيها ذل السؤال لا يمكن اعتباره أمرا اعتياديا، فهو يمس صميم وجودنا كمجتمع إسلامي نصت قيمه على التكافل والتراحم بين أفراده. سنوات مديدة تصرمت ونحن نحاول أن نقضي على الفقر لكننا نفشل ونطلق الشعارات للحد منه لكنه يتضاعف. إنّ نظرة موضوعية لواقعنا تجعلنا نقف على حقائق محزنة بالفعل وإلاّ هل من المنطقي أن حالات الفقر تناهز عشرات الآلاف بدلا من أن تتناقص، إنّ أي مواطن في هذه الأيام بالتحديد يشعر بالخجل حيال ما تعلنه الجمعيات الخيرية من دعوات لإغاثتها من واقعها المؤلم وهي تستقبل شهر رمضان المبارك وقد أقفلت أمامها كل الأبواب للقيام بمسؤولياتها تجاه فئة المعوزين، ويشهد الله أنّ القائمين على الجمعيات الخيرية في مختلف المناطق من مملكتنا يبذلون جهودا خارقة ووصلوا في جهودهم التطوعية والخيرية إلى ذروة التفاني ونكران الذّات، وبدلا من أن يجدوا التأييد والدعم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية إذا بهم يقفون عاجزين عن المضي في أداء رسالتهم الإنسانية نظرا للقوانين والاشتراطات غير المفهومة وغير المنطقية. 

أما كان يفترض بنا أن نكون قد غادرنا مرحلة الاستجداء للحالات المعدمة من المحسنين والمانحين؟ الصراحة تقتضي منا القول إنّ تفاقم حالة الفقر إلى هذا العدد الخرافيّ يشعرنا جميعا بعجز في تحسين أوضاعهم المعيشية والتفكير في مصادر دخل لهم تكفيهم ذلّ الحاجة.

ليس من العدل أن تبقى أوضاع هذه الفئة لسنوات دون تغيير في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالات التضخم المنهكة، ألا يستدعي الوضع الاقتصادي الآخذ في التدنيّ دراسة حاجة هذه الأسر؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية