العدد 3144
الأربعاء 24 مايو 2017
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
حتى لا نكون غرباء في أرضنا
الأربعاء 24 مايو 2017

كل يوم تطلع علينا شركات العقار والجزر الصناعية والمشاريع البحرية إذا كانت هذه التسمية ملائمة بالمزيد من الإعلانات المستفزة عن جمال الشواطئ وسحر الرمال والبحر مع الأسعار المناسبة للشقق والفلل، بل لا يمر يوم لا نرى فيه إعلانات عن سواحل وجزر ومناطق ساحرة لا يصدق المرء أنها في البحرين حتى إذا ما فكر برؤيتها صدمته الحواجز الخاصة، فهذه المناطق وهذه السواحل وهذه الجزر التي اقتطعت من بحر البحرين وسواحلها التي كانت لعقود طويلة ومنذ الأزل متاحة للعامة يستمتعون بها، وكانت تعتبر مصايف للجميع يقضون فيها مواسم الخريف والربيع والصيف، كانت بمثابة متنفس للمواطن البحريني بكل مستوياته الاجتماعية والطبقية والمالية، لم تكن هناك حواجز ولا مانعات ولا ناطحات.

لا أعترض على الإطلاق على هذه المشاريع، ففي كل الدول وخصوصا من تتطلع منها للسياحة والنهوض العقاري والمظهر الحضاري مثل هذه المشاريع، ولا اعتراض على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي كل ذلك عقلاني ولا اعتراض عليه لكن أن تحتجز وتقتطع مناطق شاسعة بل سواحل كاملة تكاد تكون بحجم حزام المدينة بالكامل كما هو الحال في المحرق ويحرم المواطن حتى من مجرد الوقوف على ساحل مدينته والتطلع للبحر إلا إذا اشترى أو استأجر فلة أو شقة أو ذهب لمطعم أو مقهى يطل على هذه السواحل، هنا الاعتراض. زرت أستراليا وأميركا وبريطانيا على سبيل المثال فقط، هذه الدول التي هي جزر تقريباً مشابهة للبحرين ولها سواحل وشواطئ بطول حزام المدن، بهذه السواحل تجد الجميع هناك يستمتعون بجمال البحر والشواطئ بالرغم من وجود المشاريع الاستثمارية كالفنادق والفلل والجزر وغيرها إلا أن هذه المناطق الخاصة والاستثمارية مفتوحة في الوقت ذاته للعامة ولا أدل على ذلك من “الساحل الذهبي” بأستراليا وغيره من الشواطئ هناك وكذلك سواحل المارينا المختلفة بأميركا كسواحل سانتا ماريا وغيرها، حتى مدينة يونيفرسال الأستوديو الذي يعتبر مشروعا تجاريا خاصا تدخله بتذكرة، هناك منذ بداية المدخل للمدينة قسم كبير مجاني تستطيع التجول فيه.

لا أريد الإطالة في ذكر الأمثلة، فهناك حق للمواطن في الاستمتاع بشمس بلاده وبحرها وسواحلها وأعتقد أن الكل يتفق معي في ذلك لكن المشكلة أن من يقف وراء مشاريع وبنية هذه الأماكن المغلقة لا تهمه راحة المواطن وللأسف هناك بعض الأجهزة الرسمية كالأشغال والبلديات ووزارة التجارة والصناعة والسياحة! وحتى هيئة سوق العمل وكل من يرخص ويدعم هذه المشاريع التي لا اعتراض عليها كما قلت وأكرر لكن يبقى ألا نترك المواطن ينظر للسواحل والبحر والشمس ويشعر بأنه غريب في أرضه. افتحوا الأبواب والنوافذ وشرعوا البحر لنشم هواءه.

تنويرة:

 الحب فاكهة كل الفصول، بدايته الربيع، وسطه الصيف، نضوجه الشتاء ونهايته الخريف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية