العدد 3144
الأربعاء 24 مايو 2017
banner
طوارئ السلمانية يحتضر يا وزيرة الصحة (1 - 5)
الأربعاء 24 مايو 2017

رغم ما يسرده الكثير من المترددين من قصص مأساوية عن قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية، من إهمال وفوضى تضرب أطنابها في القسم إلاّ أنّ شعورا يخالجني بأنّ رواتها يعمدون مزجها بعنصر المبالغة أو الإثارة ربما لجذب الأنظار أو تعاطف الجمهور حتى شاءت الأقدار أن أكون ممن يكتوون بالتجربة القاسية في ذات القسم لأشاهد بأمّ عيني ما يجري من مشاهد مروعة وأتيقن صدق مروياتهم وربما تفوقها مما لتنتمي إلى عالم الفانتازيا.

إنّ علّة القسم الكبرى كما اتضح لي – من واقع التجربة طبعا – تكمن في غياب مفهوم علم الإدارة! ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن أن يُدار قسم يتردد عليه الآلاف من المرضى طوال ساعات الليل والنهار بلا إدارة! ولعل أبسط مثال يمكننا أن نقف أمامه كدلالة ساطعة على صدق ما نحن بصدده هو أنّ المريض – بصرف النظر عن خطورة حالته الصحية وحجم ما يكابده من آلام ومعاناة – عليه الانتظار لزمن غير معروف حتى يؤذن له بالكشف على حالته ولا يهم هنا ما قد يتعرض له من مضاعفات جراء فترة الانتظار التي قد تطول إلى زمن غير محدد! 

الذي يلفت الانتباه هنا أنّ عدد الأطباء في الجناح الواحد... طبيب واحد فقط! وثلاث ممرضات فقط ومطلوب من هذا الطاقم فحص ومعاينة مرضى أعدادهم بالمئات... طبعا ليس بوسع أحد تخيل هذا المنظر لولا أنها الحقيقة التي لابد أن يلمسها كل زائر للطوارئ للأسف. 

إنّ المهمة صعبة ودقيقة إلى أبعد الحدود لأنها تتعلق بصحة الإنسان وسلامته الجسدية وأي تفريط أو تساهل في تقديم العلاج قد يؤدي إلى انتكاسة هذا الإنسان أو أبعد (الوفاة)، لذا ليس مستغربا أن يكون الطبيب حائرا وقلقا ومتوتر الأعصاب إزاء ثقل المسؤولية من جهة وعدم القدرة على تقديم الخدمة من الجهة الأخرى!

إنّ عدد الأطباء الذين يمارسون هذه المهنة يقدرون بالمئات لكنّ هل هؤلاء الأطباء كلهم يتمتعون بالحس الإنساني؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية