العدد 3145
الخميس 25 مايو 2017
banner
الاعتدال كما يرسمه روحاني في ولايته الثانية
الخميس 25 مايو 2017

بعد اختتام مسرحية الانتخابات لنظام الملالي واختيار الملا روحاني لمنصب رئيس النظام، وفي أول خطاب له يوضح فيه موقفه ورؤيته لفترة ولايته الثانية، قال الملا روحاني في خطاب متلفز له: “نفخر بقواتنا المسلحة في الجيش والحرس الثوري والباسيج وقوى الأمن، ونعتبر قوتهم ضمانا للسلام والاستقرار في المنطقة، والأمن والرفاه لشعبنا”. قوات الحرس الثوري والقوات الأمنية التي تعتبر مطرقة النظام والطرف المعني بالعمل بكل جهد من أجل المحافظة على حكم الملالي، عندما يشيد بها هذا الملا، فإنه يكشف بذلك عن وجهه الحقيقي منذ بداية ولايته الثانية ليؤكد بأنها ستكون أفظع بكثير من الأولى وسيجعل الشعب يترحم على الأولى، وهذا كان دائما أسلوب ونهج نظام الملالي في التعامل والتعاطي مع الشعب الإيراني.
الملا روحاني الذي يرى فيه البعض من المخدوعين والمنبهرين بشعاراته البراقة، المنقذ الذي سيحقق في إيران ما عجز عنه غيره من تغييرات أساسية تدفع بالنظام باتجاه الاعتدال والإصلاح، لا ندري كيف لا يزال هناك من يصدق تخرصاته الجوفاء بعد كل المساوئ والانتهاكات والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الإيراني، خصوصا حملات الإعدامات التي بلغت حدا ومستوى غير مسبوق، والحقيقة ليس أن الملا روحاني فقط وإنما النظام كله لا يمكن إطلاقا أن يقبل الاعتدال والإصلاح ذلك أنه مبني على أسس ومرتكزات قرووسطائية لا يمكن تغييرها إلا بإسقاطه، ذلك أن تغيير أي مرتكز وأساس لهذا النظام يعني زعزعته وجعله عرضة للسقوط في أية لحظة.
من المثير للسخرية أن يصدق البعض هذه التصريحات ذات الطابع الاستعراضي “الاستهلاكي” التي أطلقها الملا روحاني أثناء مسرحية الانتخابات ضد الحرس الثوري التي يظهر أنها عادت لتبهر وتخدع هذا البعض، إنهم صدقوا الملا روحاني حتى في زعمه معادات الحرس الثوري، غير أنه عاد ليؤكد بحرص وفي أول خطاب له الإشادة بدور الحرس الثوري، وهذا ما يعني بصورة واضحة لا تقبل أدنى شك إيمان روحاني الكامل بدور الحرس الثوري المشبوه الذي يقوم به في دول المنطقة، ولا ندري معنى الإصلاح والاعتدال مع إطلاق العنان لجهاز إرهابي قمعي دموي مشبوه ليس في إيران فقط وإنما في المنطقة أيضا؟
الاعتدال الذي يرسمه روحاني في بداية ولايته الثانية، يأتي ليؤكد مجددا وبمنتهى الوضوح أنه لا يوجد أي اعتدال أو إصلاح، وإنما هناك مصلحة النظام التي يجب الحفاظ عليها، ولذلك فإن أي تصور أو اعتقاد بالاعتدال والإصلاح في ظل بقاء واستمرار هذا النظام هو مجرد وهم كما أكدت المقاومة الإيرانية على الدوام، وطريق تغيير هذا النظام ليس بانتظار المبادرة من داخله وإنما الإجهاز عليه لإسقاطه واجتثاثه من جذوره الخبيثة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية