+A
A-

أذربيجان تذهل العالم باستضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي

- باكو تستثمر الرياضة للترويج لمعالمها السياحية الجميلة 

- الفورمولا 1 والألعاب الأوروبية والتضامن الإسلامي عززت مكانتها

نجحت أذربيجان في استضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة التي اختتمت مؤخراً في باكو بامتياز، ونظمت واحدة من أفضل النسخ منذ انطلاق الدورة في المملكة العربية السعودية عام 2009 لتضاهي في قيمتها وتنظيمها دورة الألعاب الآسيوية من جميع النواحي، بفضل ما وفرته الحكومة الأذربيجانية من إمكانيات لوجستية وفنية وبشرية ومالية لإظهار الحدث بأفضل صورة، لتنال الدورة استحسان وإعجاب ممثلي 54 دولة إسلامية شاركت في الحدث.

وقدمت أذربيجان نفسها أمام العالم كأحد الدول القادرة على احتضان أكبر الأحداث الرياضية الضخمة ولا نبالغ في التأكيد على قدرتها في استضافة دورة ألعاب أولمبية بفضل ما تمتلكه من بنى تحتية متطورة وملاعب حديثة وخدمات رائعة مثل الفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية وشبكة المواصلات وكوادر بشرية على أعلى المستويات وشعب مضياف منفتح على العالم.

ومن خلال استضافة دورة الألعاب الأوروبية التي نظمتها باكو في عام 2015 بمشاركة 6 آلاف رياضي يمثلون 50 دولة واحتضان سباق الفورمولا واحد منذ العام الماضي 2016 وأخيراً احتضان دورة ألعاب التضامن الإسلامي فإن باكو أذهلت العالم بقدرتها الفائقة على تنظيم الأحداث الرياضية بهدف تعزيز السياحة في هذا البلد والتعريف بثقافة وحضارة أذربيجان العريقة، حيث أنها نظمت الدورة بمستوى رفيع لتحظى أذربيجان بمكانة مرموقة بين باقي الدول في عالم الرياضة.

وفي هذا التقرير الخاص بدورة ألعاب التضامن الإسلامي سنسلط الضوء على أهم عوامل النجاح التي لفتت الانتباه وعكست تميز أذربيجان في التنظيم.

هوية الدورة في كل مكان

استطاعت اللجنة المنظمة أن تروج للدورة في كافة أنحاء باكو، فمنذ أن وطأت أقدامنا مطار حيدر علييف الدولي، اتضحت لنا الاستعدادات المكثفة، لدرجة أن المطار تحول إلى خلية نحل، من خلال وجود أعداد كبيرة من المتطوعين الذين كانوا في استقبال المنتخبات المشاركة مرتدين الزي الرسمي للدورة، وتزينت شوارع العاصمة باكو بشعارات وأعلام الدورة، وخصصت اللجنة المنظمة سيارات تاكسي خاصة وضعت عليها ملصقات وشعارات الدورة، بالإضافة إلى الحافلات الخاصة بنقل الرياضيين من القرية الرياضية إلى الملاعب، وانتشرت أكشاك بيع التذاكر في جميع المجمعات التجارية وسط إقبال كبير على شرائها، وفي قلب العاصمة باكو في السوق القديم خصص مكان لبيع جميع المتعلقات التذكارية الخاصة بالدورة مثل التعويذة والشعارات وغيرها، كما استطاعت اللجنة المنظمة أن تصل إلى الكثير من الجماهير باستخدام مختلف وسائل الإعلام وبالأخص وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالدورة إضافة إلى قنوات التلفزة والصحف التي خصصت مساحات واسعة لتغطية فعاليات الدورة.

حفل افتتاح وختام مبهر

في الوقت الذي تلجأ فيه بعض الدول إلى تبسيط حفل الافتتاح في مدته وفقراته وإلغاء احتفال الختام، فإن أذربيجان نظمت حفل افتتاح اسطوري رائع للغاية امتد لحوالي ساعتين، قدمت خلاله لوحات جميلة تحاكي وتعبّر عن الحضارة الاسلامية من خلال وجود مئذنتين صدحتا ب”الآذان” كما قدم الحفل رسائل عدة عن الوحدة والانسجام والنقاء والمعرفة والحلم والفرح والامل والوحي والسلام والتضامن في محاكاة للعلاقة بين الدول الإسلامية، وقد امتلأت مدرجات ستاد باكو الأولمبي الذي يتسع لحوالي 60 ألف متفرج وهو ما أضفى قيمة كبيرة على حفل الافتتاح الذي شهد حضور رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف.

حفل الختام الذي أقيم على ستاد باكو الأولمبي لم يكن أقل جمالا من حفل الافتتاح، حيث استعرض فقرات تراثية وتاريخية للحضارة الإسلامية مكملا ما تم سرده من أحداث فريدة واستعراضات منوعة في حفل الافتتاح. 

شعب لطيف ومضياف

يتمتع الشعب الأذربيجاني بروح مرحة وأخلاق عالية ورغبة كبيرة في تقديم يد العون والمساعدة لجميع ضيوف الدورة، ورغم أن الغالبية منهم لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية أو العربية بطبيعة الحال إلا أنهم يسعون لتقديم المساعدة قدر الإمكان إذا ما فهموا بالإشارة أو بقليل من الكلمات الإنجليزية، أما المتطوعون والمتطوعات فإنهم لا يدخرون جهدا في تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة وتقديم النصح والمشورة، والأهم من ذلك انعدام حالات النصب والاحتيال من قبل سواق التاكسي أو المطاعم وباقي الخدمات الأخرى، مع توفر عنصر الأمن والأمان وتراجع مستوى الجريمة في هذا البلد الذي يعيش كأسرة واحدة بمختلف طوائفه وأديانه، كما تتميز العاصمة باكو بصورة عامة بالعصرية والحداثة والنظافة والمباني العملاقة الفاخرة.

منشآت عصرية

تعتبر المنشآت والملاعب الرياضية من أهم الركائز الأساسية لاحتضان الدورات والبطولات الرياضية، حيث إن المعيار الأساسي في إسناد عملية التنظيم لأي دولة هي المنشآت التي تقام عليها الحصص التدريبية والمنافسات الرياضية، وأذربيجان تمتلك منشآت عصرية حديثة في روعة الجمال ومصممة وفقا للمعايير الدولية، فستاد باكو الأولمبي الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج احتضن منافسات ألعاب القوى وحفلي الافتتاح والختام وهو مصمم بطريقة رائعة وحديثة ومجهز بكافة الخدمات، وهناك مركز باكو للرماية الذي يحتوي على صالة ضخمة لرماية المسدس والبندقية وميدان خارجي لرماية الشوزن، بالإضافة إلى صالة حيدر علييف التي أقيمت على منافسات المصارعة، وأما بالنسبة لباقي المنشآت فلم يتسن لنا رؤيتها إلا أن ما أظهرته شاشات التلفزة وعدسات المصورين توضح جماليتها وروعتها.

قرية رياضية متكاملة

حرصت أذربيجان أن تكون النسخة الرابعة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي مميزة في كل شيء، وأن تكون أشبه بدورة ألعاب أولمبية خاصة بالدول الإسلامية في كل شيء، ولذا فقد تم إعداد قرية رياضية خاصة لإقامة جميع الرياضيين، تحتوي على ما يقارب من 15 بناية شاهقة تحتوي على 16 دور في كل دور حوالي 4- 5 شقق.

وتضمنت القرية الرياضية مجموعة من الخدمات التي يحتاجها الرياضيون، حيث يوجد ما يقارب من 3- 4 مطاعم في عدد من المباني لاستيعاب أكبر عدد من الرياضيين، بالإضافة إلى وجود ناد صحي يحتوي على مئات الأجهزة الرياضية الخاصة باللياقة والصحة، مع وجود عياة طبية مجهزة، وسوبرماركت وخدمة لبرنامج “سكايب” للراغبين في الحديث مع ذويهم، ومركز إعلامي مصغر وصالة ألعاب لممارسة لعبة كرة الطاولة والبليارد والسنوكر، ومكتب استقبال خاص وأجهزة صراف آلي، بجانب مغسلة كبيرة تحتوي على عشرات غسالات الملابس لتقديم خدمة الغسيل بالمجان، مع وجود مسرح تقام عليه بعض الفعاليات الغنائية والتراثية، علاوة على وجود محطة باصات تقل الرياضيين إلى كافة الملاعب.