العدد 3147
السبت 27 مايو 2017
banner
طوارئ السلمانية يحتضر يا وزيرة الصحة (2 - 5)
السبت 27 مايو 2017

ليس العمل الإداري وحده الغائب الأكبر في قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية الطبي الذي يشكل في رأيي أهمية كبرى بعمل القسم بل إنّ من تسوقه أقداره إلى هناك يلمس بجلاء أنّ أخلاق المهنة غائبة هي الأخرى. فالطب مهنة إنسانية في المقام الأول ولا أدري لماذا يتجاهل الأطباء أنّهم أصحاب رسالة إنسانية تتطلب منهم التعامل مع المرضى بالابتسامة أولاً. كم كان الصينيون صادقين في مقولتهم التي غدت مثلا شائعا “من لا يستطيع الابتسام يجب عليه ألا يفتح دكاناً”. إنّ “التكشيرة” في وجه المريض تضاعف آلامه فضلا عن كونها طريقا لتدمير نفسيته ويأسه من الشفاء وهذه حقيقة علمية لا جدال حولها، هذه المسلمة البسيطة للأسف لا يفقهها أغلب العاملين في القسم من أطباء وممرضات. 

ولو أنّ أحدا قام بعمل استبانة للوقوف على طبيعة المعاملة التي يتلقاها المراجعون لكانت إجابات الأغلبية الساحقة منهم كلمة واحدة “سيئة للغاية” للأسف، أما الظاهرة المألوفة لدى فئة من أطباء قسم الطوارئ فإنها تتمثل في استخدام العنف اللفظي تجاه المرضى، ولا يوجد تفسير منطقي لهذه الظاهرة الشاذة والغريبة والبعيدة عن أجواء المهنة سوى  الضغط والفوضى وغياب النظام وهذه جميعها لا ذنب للمريض فيها. شخصيّا واجهني موقف غير أخلاقيّ من الطبيب المناوب مما يبرهن على غياب الشعور الإنسانيّ، إذ بمجرد دخولي القسم فوجئت بتجهم وعبوس الطبيب المكلف والأشد غرابة طلبه المستغرب الخروج من غرفة المعالجة دون مبّرر! الأمر الذي أثار دهشتي وجميع الحضور والأشد استفزازا أنّ هذا يجري أمام أنظار المتواجدين في القسم! إنّ تصرفا من هذا القبيل  مرفوض بكل المقاييس ولا يمكن لأحد تبريره. المحزن أنّ ممارسة الطبيب تمر بلا محاسبة من أحد وإلاّ ما كان يجرؤ أحد على مثل هذا السلوك غير الأخلاقيّ. 

أتوجّه إلى وزيرة الصحة التي أعرف حرصها على المرضى بإصلاح الخلل في أجهزة الوزارة بدراسة كل الشكاوى المتعلقة بقسم الطوارئ بالتحديد كونه يستقبل حالات لا تحتمل البطء أو التجاهل ومن المفترض التعامل معها بإنسانية... أليس كذلك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية