العدد 3147
السبت 27 مايو 2017
banner
ويحق الحق ويبطل الباطل
السبت 27 مايو 2017

هناك من يتأوه ويتألم لسقوط وفيات في العملية الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية في قرية الدراز، وهي  نتيجة حتمية عندما تواجه هذه الجماعات القوات الأمنية بالسلاح والكمائن والعمليات الإرهابية، ولو أنهم انقادوا واستسلموا للقانون لما سقط أحد أو أصيب، وهناك من رجال الأمن من أصيب إصابات قد تكون بليغة، أو أن دماء رجال الأمن لا وزن لها في ميزان عدالتهم المقلوبة.

لماذا إذا لم يتأوه اليوم ويتألم ولم يستنكر هذا المحرض ما حدث في الدراز؟ أليس ما حدث في الدراز هو نفسه ما حدث في مستشفى السلمانية واحتلال دوار مجلس التعاون الخليجي في 2011؟ لماذا لم يستنكروا إخفاء المطلوبين أمنيا؟ لماذا لم يستنكروا ما قامت به الجماعات الإرهابية بإغلاق الشوارع والطرقات في هذه المنطقة؟ لماذا لم يستنكروا ما قام به هؤلاء من تحد للدولة وعدم انصياع للقوانين؟ أو أنهم يريدون أن تعم الفوضى في البحرين حتى تسري إلى باقي المناطق؟ فقط يكون التأوه عندما يحق الحق وتطبق الدولة القانون على الجميع.

هذا التأوه لم نسمعه ولم نقرأه عندما سقط شهداء الواجب عندما قامت الجماعات الإرهابية بتنفيذ جرائمها، فكم من رجال الأمن زهقت أرواحهم منذ 2011 ولم يتوقف قطف أرواحهم بيد الإرهابيين حتى اليوم، فهل هذا ما تستحقه البحرين، هذا المؤزم الذي ينفخ الجمر كلما خبت وهجه، عندما يسقط خارجون عن القانون يحاولون التغلب على الدولة، يقف هذا الذي لم تتوقف يوما أقلام صحيفته عن دعم الإرهابيين، وهاهو مقال يسطر في هذه الصحيفة في 2011 يشهد على أنه مسؤول عن هدر أية دماء فيقول “أطلق الجيش الرصاص الحي على الشباب الذين كانوا قد حملوا رايات البحرين ووقفوا أمام المدرعات من دون أن يخافوا الموت، لقد ذاقوا طعم الحرية...”، ثم يخاطب شبابه فيقول “لقد رفعتم العلم البحريني وأنتم تهتفون “بالروح بالدم نفديك يا بحرين”، ولقد فديتموها، والآن علينا أن نستشرق المستقبل”، فهل هناك تحريض أكبر من هذا على كراهية الدولة، ومن دفع هؤلاء الشباب للمواجهة وسفك الدماء.

إذا من تسبب في سقوط القتلى هو نفسه الذي سجل إعجابه بهم، وهو نفسه الذي يخرج علينا اليوم ليتأوه ويتألم على سقوط قتلى في مواجهتهم بالعمليات الإرهابية مع رجال الأمن، وكعادته لم يتطرق إلى سقوط ضحايا من رجال الأمن في هذه العملية ولا على رجال الأمن الذين استشهدوا من قبل على يد الجماعات الإرهابية التي تحصنت في بيت عيسى قاسم.

لا تنطلي علينا الكلمات ولا نصدق الأكاذيب ولا التواشيح.. إنها العدالة التي فيها يحق الحق ويبطل الباطل ويكشف الله زيف الوجوه التي تظهر دائماً وتجاهر بوقوفها مع الإرهابيين، كما فعل المسؤول السابق الذي وقف يمتدح الطبيب الذي حول مستشفى السلمانية إلى ثكنة عسكرية لقتل المرضى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .