العدد 3150
الثلاثاء 30 مايو 2017
banner
متى تقع الحرب ضد إيران؟ (1)
الثلاثاء 30 مايو 2017

من بين نتائج عديدة، أثمرت عنها زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية مؤخراً الإعلان الضمني عن عودة الدور الأميركي إلى الشرق الأوسط بقوة، عكس ما كان سائداً خلال العامين الماضيين، حيث تخلت إدارة أوباما تماماً عن قضايا المنطقة، وسمحت بتمدد روسي إيراني واسع النطاق، ما هدد المصالح الاستراتيجية لدول مجلس التعاون. وعلى عكس سلفه، باراك أوباما، لم يشر الرئيس الأميركي في خطابه أمام القمة الإسلامية الأميركية التي عقدت مؤخراً في الرياض، إلى حقوق الإنسان أو الديمقراطية، ويختلف خطاب الرئيس ترامب عن سلفه أوباما من عدة نواح، فخطاب أوباما كان مطولاً وبلغت كلماته نحو 5400 كلمة، وتناول قضايا الحريات وحقوق الإنسان والمرأة، كما تناول قضايا عدة أهمها القضية الفلسطينية، وكان يميل إلى التنظير العلمي والسياسي، فيما كان خطاب الرئيس ترامب أكثر تركيزاً على قضيتي الإرهاب وإيران من خلال خطاب بلغت كلماته نحو 2600، وتتضمن رؤية صريحة ومباشرة تعبر عن فكر الإدارة الأميركية الجديدة، ولم يقدم صورة وردية للمستقبل بل قدم تصوراً واضحاً ودقيقاً حمل فيه كل طرف التزاماته بدقة. كان خطاب الرئيس ترامب أيضاً أكثر تركيزاً على فكرة الشراكة والسعي لإقناع العالم الإسلامي بضرورة استئصال الفكر المتطرف. قال الرئيس ترامب في خطابه أمام قادة العالم الإسلامي أيضاً إن الحرب ضد التطرف ليست معركة بين الديانات، “هذه معركة بين الخير والشر”. وهي إحدى أهم النقاط التي ركزت عليها زيارة الرئيس ترامب بشكل عام، أي تغيير الصورة النمطية السائدة حول رؤية الإدارة للعلاقة مع الإسلام، والتركيز على أن الأمر يتعلق بصراع بين الخير والشر وليس بين الأديان، أو مع الإسلام تحديداً. ولا شك أن حديث الرئيس ترامب عن الحوثيين وضرورة التصدي لخطرهم، ووقف الدعم الإيراني لهم، يصب في مصلحة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ويدعم موقفه في اليمن، ويمثل ضغطاً كبيراً على التيار الحوثي وأتباعه من ميلشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فلا مجال الآن للعب على وتر الانقسام الدولي حيال ما يحدث في اليمن. هناك مكاسب حيوية أخرى تحققت من خلال هذه الزيارة والتنظيم الرائع للقمة الإسلامية الأميركية، منها نجاح السعودية في انتزاع اعتراف أميركي/ إسلامي بقيادتها للعالم الإسلامي، وزعيمة قوية للعالم الإسلامي وكدولة قادرة على مساعدة أميركا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وهو ما يفسر اختيارها كمحطة أولى لزياراته الخارجية. ولجأ الرئيس ترامب إلى إعادة صياغة خطابه للعالم الإسلامي، وبالتالي العلاقات الأميركية الإسلامية، معتمداً على فكرة “الشراكة” بدلاً من العداء والصدام، في محاولة لتغيير صورته النمطية في الداخل والخارج، والترويج لنفسه في صورة جديدة كداعية سلام ووفاق بين الحضارات والأديان، من دون أن يتخلى عن شعاره المفضل “أميركا أولاً”. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .