العدد 3153
الجمعة 02 يونيو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أوباما... انكشفت مؤامرة سوريا (1)
الجمعة 02 يونيو 2017

لنعد إلى الوراء قليلا عندما كانت إدارة أوباما غير المأسوف على رحيلها، تمارس خداعنا نحن العرب بخطاب بجامعة القاهرة في الأيام الأولى من فترة رئاسته، ففي خضم عمليات القتل التي تقوم بها روسيا ضد المسلمين الأبرياء في سوريا، وفي ظل عمليات التدمير للبنى التحتية والمنشآت والمستشفيات والمدارس والبيوت في مختلف المدن السورية، وفي ظل صمت مخز لما يسمى بمجلس الأمن وواشنطن والدول الغربية، كان لابد لنا في مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) أن تكون لنا كلمة نكشف فيها بعض الحقائق الخفية التي توصلنا إليها من قبل بعض المنظمات الغربية الصديقة، لما يجري على الساحة السورية، ليعرف العالم العربي والإسلامي حقيقة المؤامرة الأميركية الروسية للإجهاز على سوريا بمواطنيها وأرضها. 

القصة بدأت حينما نجحت المعارضة السورية بالاقتراب من إسقاط نظام بشار النصيري، وقوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني. عندها رأت روسيا أن مصالحها ستنتهي في سوريا إذا لم تتدخل لإنقاذ نظام بشار. وعليه، بدأت الاتصالات الأميركية الروسية من أجل تحقيق مصالحهما في سوريا، فالروس لا يريدون إسقاط الحليف الثاني لهم بالمنطقة بعد إيران، والأميركيون لا يريدون لكل هذا الدعم الخفي وغير المباشر لطهران لتكون الوكيل بالمنطقة والشرطي المكلف بالنيابة عن واشنطن بالمنطقة، أن يذهب سدا وتفشل هذه التزكية الأميركية لطهران. 

والأهم من ذلك، هو أنه وأثناء الخوف من الفوضى التي ستصيب سوريا بعد سقوط النظام، وتقسيم سوريا الى مناطق يسيطر عليها كل فصيل وجهة وطائفة، بشكل يجعل الأمور تخرج فعلا عن مخطط واشنطن، لتقسيم العرب وإذلالهم خدمة لحليفتها طهران، تلاقت مصالح كل من واشنطن وموسكو على تدخل الأخيرة بسوريا، ومسك زمام الأمور لحماية النظام من السقوط عن طريق قتال المعارضة وإجبارها على التراجع لكي تكون الكفة متوازية بين النظام والمعارضة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية