عندما نشر محمد محدثين، القيادي البارز في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1993، كتابا له تحت عنوان “التطرف الإسلامي... التهديد العالمي الجديد”، فإنه كان تحذيرا جادا ومستندا على أسس وركائز من الواقع للعالم كله خصوصا بعد أن قدم شرحا مفصلا عن الدور الأساسي الذي يقوم به نظام الملالي بهذا الصدد، لكن يبدو أن الأوساط السياسية والإعلامية قد تصورت أن محدثين يسعى من أجل أهداف وغايات سياسية محددة كونه من معارضي نظام الملالي ولم تأخذ هذا الكتاب القيم بتلك الجدية التي يستحقها، خصوصا أن الكتاب اتبع سياقا أكاديميا بحتا واعتمد على الأدلة والقرائن التي تثبت أطروحاته وأفكاره.
اليوم، وبعد 24 عاما على صدور هذا الكتاب، فإن الذي يلفت النظر هو أن ما طرحه محمد محدثين، صار اليوم أساسا لكل المبادئ السياسية بشأن الدور الرئيسي الذي يقوم به نظام الملالي من حيث نشر التطرف الإسلامي والدعوة إليه، خصوصا بعد أن طفح الكيل بدول المنطقة والعالم من دور هذا النظام الذي طالت عدوانيته الجميع دونما استثناء، والذي يثير الانتباه كثيرا، هو أنه وبعد حدوث هجمات إرهابية يقوم بها متطرفون إسلاميون كما حدث في هجمة مانشستر الإرهابية وغيرها فإن النظام يتهكم على الدول التي طالتها نار التطرف الإسلامي، ويدافع ضمنا عن الإرهابيين، ذلك أن السلعة الأساسية التي يقوم بصناعتها هذا النظام ويصدرها للعالم هي التطرف الإسلامي.
الدعوة إلى توسيع دائرة الحرب على التطرف والإرهاب التي صارت مطلبا عالميا إنسانيا ملحا، تستدعي بالضرورة الانتباه الى أن مصدر وأصل شجرة التطرف الإسلامي التي ثمارها الإرهاب والقتل والدمار وكل أنواع البلاء، إنما هو نظام الملالي في إيران الذي لا يمكن له الاستمرار لو تم التصدي له وفق نهج وآلية وخارطة طريق صحيحة تركز على هذا النظام باعتبار أن الجذر والجذع الأساسي لشجرة التطرف في طهران وفي حال اجتثاث هذا الجذر الخبيث وقطع هذا الجذع، فإن الفروع والأغصان التابعة سيطالها الجفاف.
تسريع اجتثاث جذور شجرة التطرف الإسلامي يتطلب بصورة ملحة دعم النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية والذي يتمثل في الدور والنشاط والتحركات التي يقوم بها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية. “الحوار المتمدن”.