العدد 3157
الثلاثاء 06 يونيو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الديمقراطية الطاغية
الثلاثاء 06 يونيو 2017

عندما أرادت إدارة الرئيس بوش الابن غزو العراق، لتسويق مشروعها الغبي بجعل العراق دولة ديمقراطية، كان لابد لها من أشخاص يجيدون فنون العمالة السياسية والدينية والإعلامية، من أجل قيادة هذا المشروع الغبي بين أوساط العراقيين أولا، ثم بين الأوساط العربية، لكن إذا كان صاحب المشروع في الأصل سياسيا غبيا فكيف لا يفشل مشروعه. 

وهكذا، تم غزو العراق بأكذب وأغبى حجة وهي امتلاك الطاغية المقبور أسلحة كيماوية، كما تم بالسابق تسويق حجة أن المقبور بن لادن يمتلك أسلحة جرثومية، وبعد سيطرة هؤلاء على رقاب العراقيين، مارسوا العهر السياسي والديني والاجتماعي، وبدل أن يكون العراق دولة مؤسسات مدنية، أصبح يمتلئ بالمجرمين السياسيين والإعلاميين والدينيين، حتى شكل هؤلاء في النهاية عصابة قذرة تسلطت على رقاب شيعة وسنة ومسيحي العراق، وأصبحوا أداة بيد كسرى طهران الذي تفاخر بأن مشروع أجداده يزدجر وهرمز يعود من جديد، من خلال استخدام المرتزقة لولايته الغبية. وهكذا، أصبح العراق العربي الحضاري مرتعا لهذه العصابة التي تقاسمت أدوار الخيانة والعمالة لكسرى طهران، من خلال سياسيين وقادة أحزاب عميلة، وزعماء ميليشيات طائفية نتنة، وسماسرة الإعلام.

والآن، وباعتراف العراقيين أنفسهم - المراجع وقادة الأحزاب، والناشطون بمجال حقوق الإنسان والصحافة والإعلام والتنمية، وخبراء الشفافية ومكافحة الفساد، وشيوخ العشائر ووجهاء المجتمع العراقي – أصبح العراق تحت حكم ما يسمى بالديمقراطية العراقية أسوأ وضعا ومكانة مما كان عليه تحت حكم الطاغية المقبور، مما يعني أن ما تسمى بالديمقراطية أو العملية السياسية العراقية التي بشر بها المشروع الغبي لإدارة بوش الابن، أكثر دمارا وتدميرا وتخلفا وديكتاتورية وفسادا من حكم الطاغية المقبور، فتبا لك من ديمقراطية نتنة وفاسدة تقودها عصابة تسلطت على رقاب العراقيين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية