العدد 3157
الثلاثاء 06 يونيو 2017
banner
الدوحة... فقدت البوصلة
الثلاثاء 06 يونيو 2017

لم يكن القرار الذي اتخذته 6 دول عربية بقطع العلاقات مع قطر وليد اللحظة، بل جاء بعد سنوات من المحاولات العربية الجادة لاحتواء الدوحة وإعادتها إلى البيت الخليجي.

المؤسف أن جميع المحاولات الصادقة التي بذلها الأشقاء في الخليج لإعادة الدوحة إلى رشدها لم تكلل بالنجاح، إذ استمرت الحكومة القطرية في انتهاج سياسات متناقضة مع هويتها العربية والخليجية ومتناقضة حتى مع نفسها، إذ كانت تدعم في آن واحد طرفي الصراع في أكثر من بقعة ساخنة في المنطقة العربية.

البحرين لم تسلم من هذا التناقض القطري، حيث أسهمت الدوحة في زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، ودعمت الأنشطة الإرهابية المسلحة، ومولت جماعات مرتبطة بإيران لنشر الفوضى في البحرين، وقدمت لهم الغطاء الإعلامي عبر قناتها الساقطة مهنيا “الجزيرة”، وعبر منصات أخرى تصدر باللغة الإنجليزية، ومن بينها صحيفة “هافينغتون بوست” وموقع “ميدل إيست أي” وغيرها من الوسائل الإعلامية المشبوهة.

في المملكة العربية السعودية الشقيقة عملت الدوحة على شق الصف السعودي، والمساس بسيادة المملكة، فاحتضنت جماعات إرهابية وطائفية ومنها جماعة “الإخوان” و “داعش” و “القاعدة”، ودعمت جماعات إرهابية مدعومة من إيران في محافظة القطيف.

دور قطر المزعزع للاستقرار امتد أثره إلى مصر والإمارات واليمن وليبيا، حيث قدمت الدوحة كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية التي تنشط في هذه الدول، وروجت للفكر المتطرف، بل وآوت إرهابيين ومطلوبين أمنيا.

وبينما تشارك قطر في التحالف العربي في اليمن، استمرت في انتهاج سياسات تتناقض مع أهداف التحالف هناك، حيث تدعم “القاعدة” و “داعش” وتتعامل في الوقت ذاته مع ميليشيات الحوثي وصالح، في سلوك ليس له أي تفسير سوى أن الدوحة فقدت البوصلة وخرجت عن مسار العمل العربي المشترك. 

سلوك قطر الغريب يقودها إلى العزلة، ثم الخروج من الركب ولن يكون لها مكان بين أشقائها إلا بعد أن تصحح أوضاعها وتعود إلى صوابها. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية