العدد 3159
الخميس 08 يونيو 2017
banner
أثرياؤنا والعمل الخيري
الخميس 08 يونيو 2017

باستثناء قلة من الأثرياء لا يتجاوز عددهم عشرات من الأفراد فإنّ الغالبية الساحقة منهم لا دور لها في إنماء المجتمع الأهلي على الإطلاق. إنّ أصحاب الشركات استطاعوا جمع ثروات خرافية على مدى عقود لكن المؤسف أننا لم نشهد لهم إسهامات من أي نوع والمفارقة أنه في الوقت الذي تتضاعف فيه ثرواتهم لا نعثر على أي دور لهم أكان على الصعيد الاجتماعي أم الإنساني. 

ما يقدم من تبرعات ودعم يعد ضئيلا للغاية ومقتصرا على فعاليات محددة. قبل سنوات كان أحد النواب قد وجّه سؤالا مهماً حول الأسس القانونية للتبرعات التي تمنحها إحدى الشركات لدعم مؤسسات المجتمع المدني، الذّي دفع النائب لطرح تساؤله هو تجاهل هذه الشركة التي تعد ذات تاريخ عريق المعايير والاشتراطات المفترض التقيد بها. 

لا أعتقد أنّ أحدا من ذوي الثروات الطائلة لا يدرك الآثار الاقتصادية وحجم النفقات على الدولة وما تنوء به موازنتها من أعباء ناهيك عن مديونية ناهزت 10 مليارات دينار، وإزاء هذه الأوضاع الصعبة ألم يكن جديرا بهذه المؤسسات الإسهام في دعم البرامج والمشاريع ولو بقدر محدود كالأنشطة الشبابية على غرار ما ينهض به رجال الأعمال في جميع دول العالم بتقديم الدعم السخيّ للكثير من المشروعات. نستحضر هنا ما يسهم به أصحاب ثروات كبيل جيتس ومارك زوكر بيرج وغيرهما المئات الذين يقومون بواجبهم الوطني والإنساني. 

قبل أيام دعا أحد رجال الأعمال وخبير مالي بحريني لفرض ضريبة ثروة على الذين يملكون ثروات تزيد عن 5 ملايين دولار وأكثر بنسبة 1 % سنويا، بديلا عن ضريبة القيمة المضافة التي سيتحملها المواطن العادي والتي ستطبق العام القادم. ليس بوسع أحد أن ينكر أنّ المواطن العادي وبعد رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية كاللحوم والكهرباء والبترول انخفضت قدرته الشرائية ومن غير المعقول تحميله أعباء إضافية كالقيمة المضافة. 

يبدو لنا أنّ المقترح المذكور وجيه إلى حد بعيد، فالأثرياء لن يتأثروا بالقيمة المضافة إلا في الحدود الدنيا لسبب أنّ أوضاعهم الاقتصادية تتيح لهم السفر، وبالتالي فإنّ مشترياتهم تكون من الخارج على العكس تماما من ذوي الدخول المحدودة. لا أعتقد أنّ النسبة المقترحة كضريبة تشكل عبئا على فئة الأثرياء، بل إن الأمر بات واجبا عليهم لاسيما في ظل ما تمنحه الدولة لهم من تسهيلات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية