العدد 3160
الجمعة 09 يونيو 2017
banner
نظام يزرع كل أسباب اليأس والتشاؤم
الجمعة 09 يونيو 2017

ليس غريبا إطلاقا ما نشاهده ونلمسه من دوافع الشعور باليأس والقنوط والإحباط والتشاؤم في ظل نظام الملالي وارتفاع نسبة عمليات الانتحار كرد فعل ونتيجة، بل إن الغريب أن تجد الشعب الإيراني يعيش بصورة اعتيادية ولا يأبه بكل ما يدور حوله من أوضاع مزرية ووخيمة تجعل من التطلع للمستقبل أمرا غير ممكن في ظل بقاء واستمرار هذا النظام القمعي الدموي.
اعترف رئيس الرابطة العلمية للوقاية من الانتحار بزيادة عمليات الانتحار في إيران الرازحة تحت سلطة الملالي، وأكد قائلا: “حسب الدراسة زاد حجم الاكتئاب في البلاد خلال 10 سنوات مضت وأظهرت الدراسات أن الاكتئاب يزيد بنسبة 6 أضعاف من الإقدام على عملية الانتحار”، وهذا الأمر يأتي بمثابة دليل إثبات جديد من واقع الأوضاع في ظل نظام الملالي، حيث إن هذا النظام الذي يشعر بالرعب من الشعب الإيراني يتضاعف رعبه من الشباب والنساء بصورة خاصة، ولذلك فإنه يركز عليهم بصورة غير طبيعية ويسعى لمحاصرتهم وقمعهم بمختلف الوسائل والسبل على أمل ضمان إسكاتهم وشل حركتهم.
نظام الملالي يجد في عمليات السجن والتعذيب والعقوبات وحملات الإعدامات وسيلة من أجل تحقيق بقائه واستمراره، وما أكدته السيدة مريم رجوي، خلال المؤتمر الأخير الذي عقد مؤخرا في مقر المقاومة الإيرانية في باريس أن “ما كان ثابتا ولا يتغير من قبل هذا النظام هو ما يجري في داخل البلاد من انتهاك لحقوق الإنسان والكبت الوحشي” حيث يأتي متزامنا مع الاعتراف الذي ألمحنا إليه آنفا، وهو ما يدل على استحالة الحياة بأمان وطمأنينة وراحة في ظل هذا النظام الهمجي الذي لا يمكن أن يتخلى عن أساليبه القمعية الوحشية ولو للحظة واحدة.
نظام الملالي الذي جعل من إيران سجنا كبيرا يفتقد لمباهج الحياة من أمل وتفاؤل وسعادة ويسعى لتكبيل الشباب والنساء بالقيود والأغلال التي تحد من حرياتهم ظنا منه بأنه سيتمكن من السيطرة على الأوضاع إلى ما لا نهاية، متناسيا أنه كسلفه نظام الشاه يجلس على برميل بارود قد ينفجر به في أية لحظة.
الشعب الإيراني الذي قام بالثورة الكبيرة التي أطاحت بنظام الشاه، قادر على إعادة الكرة مرة أخرى لكن مع ملاحظة بالغة الأهمية هي أنه في هذه المرة سيقتص من الملالي المستبدين ويجعلهم عبرة لكل مستبد وطاغية والأيام بيننا. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية