ستحتضن العاصمة الفرنسية باريس في الأول من تموز المقبل، المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية، حيث سيتوافد إليه عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية في مختلف أرجاء العالم، وكما هو معلوم ومعروف عن هذا التجمع الكبير، بأنه يمثل أبناء الشعب الإيراني بكل أعراقه وأجناسه وأديانه، وسيطالب بإسقاط النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والسلام والاستقرار في المنطقة والأخوة مع الجيران.

المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية وكما عهدناه في كل سنة، يمثل مكانا ومنبرا لتجمع كل القوى الخيرة والمحبة للسلام والمعارضة والرافضة للنهج الفكري المعادي للإنسانية الذي يتبعه نظام الملالي منذ تأسيسه ولحد يومنا خصوصا بعد أن باتت جرائمه وتجاوزاته وانتهاكاته ومجازره من الكثرة بحيث لم يعد بالإمكان أمر التغطية عليها وصار واضحا بل مؤكدا ليس للشعب الإيراني فقط وإنما لشعوب المنطقة والعالم أيضا ان نظام الملالي يشكل خطرا على أمنها واستقرارها، وأن الأفكار والمفاهيم السامة التي يدعو إليها تمثل لوحدها أكبر تهديد للسلام والأمن العالمي، ومن هنا، فإنه ينتظر أن يعمل مؤتمر هذه السنة باتجاه السعي من أجل طرد نظام الملالي من دول المنطقة والعالم والاعتراف بالنضال المشروع الذي يخوضه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية.

لا يمكن اعتبار المؤتمر السنوي القادم مثل المؤتمرات السابقة، ذلك أنه يقترن ويتزامن مع ظروف وأوضاع تمر بالشعب الإيراني حيث يعيش حالة سخط وغليان وصار يطالب بتغييرات أساسية خصوصا بعد مقاطعته ورفضه المشاركة في مسرحية الانتخابات السابقة، كما أن المؤتمر يتزامن أيضا مع إرتفاع حالة الرفض والكراهية لدى شعوب المنطقة ضد تدخلات النظام والأفكار والمفاهيم المعادية للإنسانية التي يبثها في المنطقة وكونه صاحب المسؤولية الأساسية في قتل وإبادة قرابة نصف مليون من أبناء الشعب السوري، إلى جانب افتضاح مخططاته المشبوهة في المنطقة بالإضافة إلى أن الموقف الدولي أيضا صار يتجه بسياق رفض هذا النظام وعدم الاستعداد للاستماع إلى تخرصاته وأكاذيبه، لذلك فإن المؤتمر القادم قد يكون من شأنه وضع آلية محددة للعمل في ضوئها ضد هذا النظام المعادي للإنسانية والعمل على تهيئة الظروف والأوضاع المناسبة التي تساعد على سرعة إسقاطه وتخليص العالم كله من شره. “الحوار”.