العدد 3162
الأحد 11 يونيو 2017
banner
لا اعتبار آخر فوق الأمن
الأحد 11 يونيو 2017

تقول الحكمة، احذر اليوم  كثيراً... تحيا غداً قريراً، نعم فكل ما يجري على مستوى العالم من تحركات تشهدها الساحة الدولية من البحرين والرياض ولندن وباريس ونيويورك، وكل هذه الاجتماعات والزيارات والاتصالات السرية والعلنية التي يشهدها العالم اليوم تلخص هدفا واحدا أدركته أميركا متأخرة وهو الأمن، ولولا مجيء الرئيس دونالد ترامب وفوزه الدراماتيكي الذي كأنه قدر من السماء لظل العالم متجهاً نحو الهاوية التي أسس قاعدتها الدمر غير المأسوف عليه أوباما، نعم الحكمة التي وردت في صدر المقال هي التي حركتنا وحركت العالم كله ليواجه حقيقة هي الفوضى والإرهاب الذي ضرب منطقتنا العربية لسنوات طويلة ولم يتحرك أحد وظل الجميع يتفرجون، بل إن الأوروبيين أنفسهم ظلوا يروجون للفوضى العربية والإرهاب في المنطقة على أنه ثورات الشعوب على أنظمتها حتى استيقظوا على حجم الدمار الذي تسببوا فيه ولحق بهم وفجر مدنهم، هنا أدركوا الكارثة التي وقعوا فيها فأكل الساحر من سحره.

ما يهمنا الآن في المنطقة هو الحفاظ على أمننا واستقرارنا بعيداً عن الاعتماد على الغرب حتى ولو غير الغربي موقفه اليوم ووقف معنا فهذا جيد ويمكننا استثماره ولكن لا يجب التأويل عليه والاعتماد عليه على طول الخط، بل علينا استثماره قدر المستطاع ولكن بنفس الوقت الاعتماد على دولنا وشعوبنا ووحدتنا في المنطقة التي لا يجب أن نفرط فيها مهما كانت التحديات ومهما كانت المواقف والتناقضات، فهناك تناقضات بيننا يمكن تجاوزها وهناك تناقضات مع أعدائنا لا يمكن تجاوزها ولهذا يجب أن تبقى المنطقة بمنأى عن التجاذبات الخطيرة التي تقود نحو الهاوية، وتبقى ثقتنا في العين الساهرة لقياداتنا التاريخية ومعها القيادات الشابة تتعلم منها الدروس والعبر فالقيادات الشابة مهما ملكت من العلم والمعرفة والحيوية لا يمكنها العمل بمعزل عن الحكمة والحنكة والخبرة والتجربة التاريخية وهذا هو أساس نهضة الدول وتقدم الشعوب في العالم، دروس تبرزها تجارب الشعوب في العالم كاليابان وألمانيا وأميركا وبريطانيا التي اعتمدت منذ الحرب العالمية الثانية على حكمة الكبار وحيوية الشباب معاً.

نعم احذر اليوم كثيراً تحيا غداً قريراً، هذه الحكمة لابد أن تقودنا إلى أصل الموضوع وهو الأمن والاستقرار في المنطقة وفي كل العالم فنحن نعيش اليوم في عالم مترابط متأثر ببعضه بل يتأثر بكل ما يجري هنا وهناك وها قد رأينا ما جرى في سوريا والعراق وليبيا وقد انعكس على باريس ولندن وبروكسل وغيرها من دول العالم.

الأمن حياة الشعوب وبقاؤها ودون الأمن يتحول العالم إلى غابة وحشية لا أمان فيها على الأرواح والممتلكات وليت كل إنسان يدرك نعمة الأمن بهذا القدر.

تنويرة: لا تركن لجارك قبل معرفتك داره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .