دأبت البحرين على العمل الخيري والإنساني في صمت، وتمتد أيادي الخير البحرينية في الداخل والخارج، شرقا وغربا في آسيا وإفريقيا بدون جلبة أو صخب أو إيعاز لماكينات العلاقات العامة لتشغيل أبواقها على أعلى صوت، لأن الغرض هو ابتغاء مرضاة الله تعالى لا شيء آخر.

في أي مكان في العالم عندما تسأل عن البحرين تتلقى انطباعات إيجابية دائما، لن تجد أبدا من يقول إن البحرين تتدخل في شؤوننا الداخلية أو تعمل على زعزعة أمننا واستقرارنا، فما من شيء فعلته المملكة خارج حدودها إلا وقصدت منه الخير تقربا لوجه الله تعالى وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.

بمجرد أن سمع رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان عن قصة الرجل الهندي الذي حمل جثمان زوجته المتوفاة فوق ظهره 12 كيلومترا، قدم دعما ماليا لذلك الرجل الفقير في بادرة إنسانية تعكس مناقب إنسانية أصيلة وعطفا تجاه الفقراء والمحتاجين أينما كانوا. 

إسهامات المؤسسة الخيرية الملكية حاضرة في كل مكان؛ في فلسطين والفلبين والهند والصومال وغيرها.

 لم تكن الإسهامات الكبيرة التي قدمتها البحرين في مجال العمل الإنساني بدافع “البروباغندا” وإنما لوجه الله تعالى، وهو ما يرفع من مكانة المملكة بين الأمم ويعزز الروابط الأخوية التي تجمعها بالأشقاء والأصدقاء من مختلف الدول والشعوب.

ربما لم تستغل البحرين العلاقات العامة لصالحها كما ينبغي، فهي بالفعل تحتاج إلى تقوية هذه الأداة التي أصبحت مهمة جدا في عالمنا اليوم، لكنها عندما تجد سبيلا لفعل الخير تتبع أسبابه مباشرة ودون تردد، انطلاقا من مبادئها الإنسانية الراسخة والصفات النبيلة التي تتحلى بها قيادة وشعبا.

البحرين لم تبحث قط عن الأزمات، ولا تستهدف أحدا بشر ولا تسعى إلى خصومة مع أي بلد كان، كما أكد سمو رئيس الوزراء في أكثر من مناسبة. لكنها في الوقت ذاته لا تتهاون أبدا في حقوقها ومكتسبات شعبها، فعندما يستشعر قادتها أن هذه الحقوق سيتم الجور عليها يهبون دفاعا عنها، ولهم في ذلك مواقف عظيمة سطرها التاريخ واستحقت احترام وتقدير العالم. قادة البحرين الذين صانوا كرامة شعبهم وحافظوا على كيان وسيادة وهوية وطنهم، يؤمنون بمبدأ حسن الجوار باعتباره أساس السلم والسلام والاستقرار، ويتصدون لكل من يخل بهذا المبدأ، ولا يفعلون ذلك في الظلام بل يبرزون مدافعين عن مبادئهم وثوابتهم في وضح النهار متحلين في ذلك بأخلاق الفرسان.