العدد 3163
الإثنين 12 يونيو 2017
banner
جمعيات دينية أم دكاكين سياسية
الإثنين 12 يونيو 2017

تتربع على أرضنا العربية والإسلامية العديد من الجمعيات الدينية التي تحولت إلى دكاكين سياسية تتبع وتمثل توجهات وأجندات ليست وطنية ولا قومية، والكثير من الأقطار الخليجية والعربية لم تتعرض لهذه الجمعيات ولم تمنع أي نشاط لها، فهي تمارس مختلف الأنشطة من سياسية ودينية واجتماعية وحتى تجارية، وحققت النجاح فيها، ولكن علينا أن نحذر منها، وكلُ الحذر. الإخوان المُسلمون من هذه الجمعيات التي فشلت في إدارة الدولة المصرية وفصلت غزة عن فلسطين، بل انغمست في طريق الإرهاب بالتعاون الوثيق مع منظمة الإرهاب الدولية داعش.

لا يمكن لأحد أن يثق بأي تنظيم ديني أو يدعي التدين، بسبب نزوح أكثر هذه الجمعيات نحو العُنف لتحقيق أهدافها، بل تُجند الكثير من أعضائها وتُسلحهم كما هو في مصر وتونس وغزة واليمن وغيرها من الأقطار العربية، وتضمن لهم الجنة إن قتلوا مُخالفًا لهم ومَن لا يتفق مع نهجهم. إن الإنسان الغيور على أرضه ودينه وأبناء بلده ينظر بالشك والريبة لممارسات هذه الجمعيات، ووجودها على أرض أية دولة يعني عدم الاستقرار لها، أو لجيرانها من الدول، وتحركاتها تثير البلبلة في البلاد التي تتواجد فيها أو على أرضها.

الدين لا يحتاج إلى جمعيات أو أحزاب دينية لأنه في القلب، والتديّن في العقل، فإن كان القلب صافيا والعقل راشدا استطاع الإنسان أن يحقق القوامة على نفسه ويسلك سبيل الحق، ومَن يطلع على ممارسات الجمعيات والتنظيمات الإسلامية ومنها “الإخوان” يتضح له أن جلَّ ممارساتهم بعيدة عن منهج العقيدة والدين وهي مجرد أهواء شخصية أو لمحاربة المخالفين لهم، ومن يُحارب الإنسان المُسالم فهو يُحارب الدين ويخرج عن مبادئه وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (المُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، فهل سلم أي مجتمع وشعب من أذى الإخوان؟

الإخوان قوة لا يُستهان بها، فأموالها واستثماراتها متعددة وكثيرة، وأكثر أعضائها مُجندون، وتمتلك مخازن مملوءة بالعتاد العسكري المتنوع والمُتعدد الاستعمال، ومَن يضطلع على أدبيات الإخوان ويقرأ بعض تاريخهم لا يرى إلا العنف كمادة أساسية في نهجهم، وكل مَن يتفقون معه ينقلبون عليه ويصبحون ضده، لا يؤمنون بالديمقراطية إلا التي تصلهم لتحقيق أهدافهم وتصلهم إلى كرسي الدولة أو الوزارة، فعندما يتحاورون ويتناقشون مع الآخر تكون اصبعهم دائمًا على الزناد لتصفية كل مَن لا يتفق مع نهجهم!

فهم حين يصلون إلى كرسي الدولة سيكون عالمنا أسود لتحقيق أهدافهم. اللهم احمنا من الإخوان والدينيين، آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .