العدد 3163
الإثنين 12 يونيو 2017
banner
تفجيرات طهران
الإثنين 12 يونيو 2017

إن الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في قلب العاصمة الإيرانية طهران، واستهدفا مقر مجلس الشورى وضريح الخميني وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما يؤشران لمرحلة جديدة في إيران وعلاقتها بالإرهاب.

كثيرون يضعون داعش وإيران في سلة واحدة بسبب المصلحة المشتركة بينهما، وكانوا يتحدون تنظيم داعش أن يستهدف إيران بعملياته الإرهابية التي تضرب كل مكان باستثناء إسرائيل وإيران، وهو ما فعله التنظيم أخيرا في عمليتين كانتا موضع شكوك بأن يكون داعش بالفعل هو المتورط فيهما أم بفعل جهات إيرانية.

الشكوك تستند لعدة اعتبارات وشواهد من بينها صعوبة استهداف هذه المواقع المحصنة تحصينًا قويًا، ما يشكل رادعًا لتنظيم داعش في أن يبدأ عملياته بمثل هذه الأهداف الصعبة، فهو وإن تجرأ على إيران، فالبديهي أن يجرب بأهداف سهلة وتتسم بوجود أعداد كبيرة من البشر كما يفعل التنظيم غالبا.

لوحظت سرعة إعلان داعش مسؤوليته عن العمليتين أثناء حدوث الاشتباكات، وكأن هناك اتفاقا مع “الجاني” أن يقوم بهذا الدور وهو الإعلان عن جنايته في توقيت محدد، فلم يجتهد في أن يتابع القضية التي سيعلن عنها وما إذا كانت قد انتهت أم لا ليكون ظهوره مقنعًا للجمهور، ناهيك عن الصور ذاتها التي نشرت للعمليتين، حيث خلت من مظاهر الرعب الحقيقية والمتوقعة وكأننا في برنامج مقالب رمضان الشهيرة.

أيًا كانت طبيعة الهجومين الإرهابيين فإنهما يحملان مخاطر حقيقية ويؤشران لصراعات قادمة، بين إيران وتنظيم داعش إن كان بالفعل قد تمكن من اختراق الأمن الإيراني وارتكاب فعلته التي يعلن من خلالها استمرار وجوده وفعاليته الإجرامية رغم الحصار والتراجع الذي يشهده التنظيم في العراق وسوريا، وستكون هذه العملية مقدمة لعمليات أخرى قادمة.

أما إن كانا من تدبير لجهات أخرى غير داعش فقد يكون الهدف التغطية على النجاح الكبير الذي تحقق في القمة العربية الإسلامية الأميركية بالرياض التي ناقشت الإرهاب الإيراني، أو ضمن الصراع بين المؤسسات الإيرانية المختلفة أو لاستدرار عطف دول وشعوب المنطقة بمحاولة الظهور بمظهر الدولة المستهدفة من الإرهابيين كغيرها من دول المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .