إن الأكراد ورغم جميع تضحياتهم والظلم الذي لحق بهم قاموا بتأجيل إعلان الاستقلال في سبيل توفير الأمن والأمان والسلام لباقي أجزاء العراق ودول الجوار، من جهة أخرى عدم إحراج الإدارة الأميركية والبريطانية ووضعهما في موقف خارج إطار ما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد حسب المكان والزمان المناسبين، وكانت النتيجة أنهم وقعوا في الفخ الدستوري الذي يستغله نظام الملالي في إيران والدولة التركية بين حين وآخر بمطالبة القوى الكردستانية بالعودة إلى الحكومة المركزية في بغداد للتفاهم دستوريا، ومن المؤكد أن إيران باتت تعلم جيدا أن ذاك الفخ لم يعد يفي بالغرض من خلال تمنع حكومة بغداد عن الالتزام بواجباتها بدفع رواتب قوات البيشمركة وتوقفها عن إعطاء استحقاقات الشركات العالمية التي عملت في مسألة التنقيب عن النفط داخل الإقليم وإنهائها تلك العقود دون الرجوع إلى اللجنة المختصة فيما بين الطرفين، لذلك بدأت دعم ميليشيات الحشد الشعبي بقوة للوقوف في وجه الكرد من خلال إرسالهم إلى المناطق القريبة لشنكال وعلى الحدود القريبة بين الموصل وأربيل وكركوك، والالتفاف حولهم من جهة أخرى عبر دخولهم المناطق الكردية في سوريا، أما على الصعيد السياسي والمراوغة فقد باتت في الآونة الأخيرة تُحرك ملف الخلاف القائم بين حركة التغيير (كوران) والحزب الديمقراطي الكردستاني لاستمرار تعطيل البرلمان وبالتالي عرقلة العملية القانونية للاستفتاء، وهذا ما يجب أن تدركه قيادة حركة التغيير وأن تعود إلى صف وحدة الموقف تحت رئاسة البرزاني للخروج إلى بر الأمان وإعلان الاستقلال، وميثاق الأمم المتحدة هو مفتاح الاستفتاء ولم يبق سوى رص الصفوف ليعيش هذا الشعب حرا وآمنا كباقي شعوب العالم. “إيلاف”.