استحضرت وأنا أتابع تداعيات الأزمة الحالية مع قطر هذه القصة، يحكى أن مهندساً زراعياً كان يعمل في إحدى القرى، ركب القطار في طريقه إلى المدينة، وجلس بجانبه فلاح مسن من أهالي القرية، لاحظ المهندس أن بين قدمي الفلاح كيسا، وخلال الطريق كان الفلاح يقلب الكيس، ويخلط محتوياته كل ربع ساعة، ثم يعيد تثبيته بين قدميه، واستمر على هذا الحال.

استغرب المهندس تصرف الفلاح، فسأله: ما قصة هذا الكيس؟ قال الفلاح: أنا أقوم باصطياد الأرانب لأبيعها. 

قال المهندس: ولماذا تقلب هذا الكيس؟ قال الفلاح: لو تركته من دون تقليب لأكثر من ربع ساعة ستشعر الأرانب بالراحة والاستقرار، ولن يطول الوقت حتى تبدأ قضم الكيس وثقبه، لذلك أهزّه كي أثير خوفها وتوترها.

هكذا حال سياسة الغرب وصهاينة العالم وفلسفتهم تجاه بلادنا، علينا الحذر من دور الأعداء واستثمارهم الأزمة الحالية في الخليج، وفي الوقت ذاته علينا الاستمرار في الضغط على دولة قطر عسى أن تعيد النظر في سياستها الداعمة للإخوان وإيران التي جعلتها جسرا يعبر منه كارهو الخير والوحدة والاستقرار إلى المنطقة!
كنا بحاجة للمكاشفة والمصارحة وهذا ما فعلته البحرين والسعودية والإمارات مؤخراً، قوة التآلف والترابط بين شعوبنا وشعب قطر قد تخلق غشاوة لدى البعض عن فهم حقيقة ما يدور من تحالفات من قبل حكومة قطر مع أعداء سعوا لتدميرنا وسلب هويتنا.

لن تنسينا الأزمة ما قاله الشيخ زايد رحمه الله بعفويته في تشبيه بعض الخلافات بين الدول العربية: “مثل الفنايل في البالدي يداعمن ولكن ما ينكسرن»، وهذا حالنا تماماً اليوم، نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من الشقاق والتفكك، دورنا كشعوب اليوم في هذه الأزمة عدم تأجيج هذه الأزمة العابرة وتركها لأصحاب الشأن.