العدد 3167
الجمعة 16 يونيو 2017
banner
هذه إيران كما يجب أن تكون
الجمعة 16 يونيو 2017

مهزلة الانتخابات الأخيرة التي جرت في إيران وكانت فضيحة مدوية لنظام الملالي حيث إنها كانت باختصار قيام النظام بإعادة فرض انتخاب نفسه على الشعب الإيراني، إذ إن أيا من المرشحين لم يكن يعبر إطلاقا عن آمال وتطلعات وأهداف الشعب بل كانوا جميعهم محسوبين على النظام بصورة أو بأخرى والهدف الذي كان يجمع كل المرشحين المزيفين هو العمل من أجل المحافظة على النظام وضمان استمراره، وبطبيعة الحال فإن الرفض الشعبي الواسع لهذه الانتخابات وعدم المشاركة فيها وعلى الرغم من تهريجات وسائل إعلام النظام الصفراء، صار معلوما وواضحا للعالم كله أن الشعب الايراني لا يرى في انتخابات محددة النتائج منذ البداية لصالح النظام معبرة عنه ومحققة لآماله.

إيران التي صارت في ظل حكم الملالي دولة قمعية استبدادية فريدة من نوعها تقوم بقتل وذبح وتفقير وتجويع الشعب الإيراني وفق أسس واعتبارات دينية متطرفة، صارت أيضا بؤرة لتصدير التطرف والإرهاب لدول المنطقة والعالم والتدخل في شؤونها، صار الشعب الإيراني مؤمنا بقوة بالشعار المركزي الذي رفعته المقاومة الإيرانية بإسقاط نظام الملالي الذي صار قاب قوسين أو أدنى من التحقق بعد أن توفرت معظم أسبابه وشروطه اللازمة، والذي يلفت النظر ويجب أخذه بالاعتبار هو أنه تزامنا مع الفشل المخزي لمهزلة الانتخابات وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للنظام، فإنه سيقام التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في 1 تموز القادم، ويمكن اعتباره بمثابة مهرجان لتصويت الشعب الإيراني على مستقبله الذي لن يكون مستقبلا آمنا ومشرقا ومضمونا من دون إسقاط هذا النظام الرجعي المتخلف، تجمع هذه السنة سيبادر إلى رسم الخطوط العامة لإيران المستقبل كما يجب أن تكون وليست كما هي في ظل حكم الملالي المتخلفين المتزمتين الذين جعلوا من الحياة جحيما لا يمكن أن يطاق أبدا، ومن هنا فإن كل التوقعات تشير إلى أن هذا آخر تجمع للمقاومة الإيرانية حيث سيعقبه ومن دون أدنى شك السقوط الكبير لهذا النظام وبداية الفجر الجديد لإيران.

نظام الملالي الذي انفضحت وانكشفت كل ألاعيبه وخدعه وصار منبوذا من جانب العالم كله، صار واضحا أنه لم يعد مرغوبا في عالم يتجه لتفعيل مبادئ حقوق الإنسان والمرأة وجعلها أمرا واقعا، وإن أيام هذا النظام صارت معدودة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .