العدد 3169
الأحد 18 يونيو 2017
banner
البحرين من 2011 إلى 2017
الأحد 18 يونيو 2017

بعد تصفية جمعيتي وعد والوفاق وإنهاء الوضع الشاذ في الدراز وافتتاح تقاطع الفاروق أظن أن الرسالة وصلت بكل وضوح بأن البحرين 2017 غير البحرين 2011، فهناك مسافة حتى الأعمى يرى من خلالها أن الحياة الطبيعية ليست فقط قد عادت بل تمت معالجة الأوضاع التي أفرزت تلك الحالة التي كانت عليها الصورة قبل 2011، حيث كانت الجمعيات الطائفية تصول وتجول والمظاهرات والاعتصامات اليومية المنظمة من الداخل والخارج والانفلات السياسي، وكأن البحرين لبنان، وغيرها من المظاهر الشاذة التي رأينا من خلالها التراخي في كل القطاعات، كل ذلك باسم الديمقراطية والشفافية الدمرة وهذا ما جعل كل من هب ودب يركب موجة السياسة ويقود الانتفاضات ويعتلي المنابر ويعلن الجمهوريات وهذا لم يكن ليحصل لولا النظرة الضيقة للديمقراطية التي سمحت بتأسيس جمعيات كالوفاق ووعد والسماح بتحويل دوار مجلس التعاون سابقاً إلى ساحة دمرة للانقلاب على البحرين.
اليوم حينما أتأمل الإجراءات الأخيرة التي انتهت بحل الجمعيات المؤزمة وافتتاح تقاطع الفاروق أدرك مع غيري أن العام 2011 كان بداية الإخفاق ونتيجة التراخي وأن العام2017 هو نهاية الموروث السابق ومحو كل أثر تركته تلك المرحلة الدمرة التي لا نريد حتى مجرد تذكرها بما حوته من دمار وخراب خرجنا به بعزيمة كانت نتيجة تصميم وإرادة الشرفاء في هذا الوطن، لن أذكر ما قام به هؤلاء جميعاً نبراسهم في ذلك رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، فذلك مسجل في سجل التاريخ الناصع الذي كتبه جيل التصدي للمؤامرة، لكن يبقى فقط التذكير بأن البحرين خرجت من نفق المؤامرة إلى النور بفضل هؤلاء الشرفاء الذين لا يريدون اليوم مكافأة سوى رؤية الوطن متعافيا ويخطو نحو البناء والتعمير وهذه هي الجائزة الكبرى.
في هذا الوقت بالذات الذي نرى فيه هذه الإنجازات الأمنية وهذا الاستقرار أجد من المناسب التنويه إلى أنه مهما عانينا من أوضاع مالية واقتصادية لكن بفضل الأمن والاستقرار سنعيد بناء الوطن، فمهما كثر الحديث عن الميزانية والعجز واحتياطي الأجيال ودور النواب في معالجة الأمر وكأن النواب يملكون عصا موسى، كل هذا الكلام المنشور والمنقول والمتداول في المجالس الرمضانية وغيرها يبدو لي وكأن هؤلاء يعيشون في كوكب آخر وكأن البحرين وحدها من بين دول العالم تعاني من مشكلة الميزانية وهذا الأمر ذكرني بسنوات عدة مضت تعرض فيها العالم للكثير من الأزمات المالية وغير المالية ومرت هذه الأزمات وانتقلت الدول لأوضاع أفضل بعد الدورة المتمثلة في طفرة وتقشف وطفرة وهكذا دواليك، تستمر الحياة وتستمر الدول ولكن هناك من يدفع الثمن في كل مرة

 تنويرة: 

عندما تتعايش روحك مع جسدك بسلام فلن تشعر بالوحدة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية