+A
A-

البحرين تشارك العالم بذكرى يوم السكلر

تشارك مملكة البحرين العالم إحياء ذكرى اليوم العالمي لأنيميا الخلايا المنجلية، أو ما يطلق عليه فقر الدم المنجلي السكلر، الذي يصادف 19 يونيو من كل عام .
و تولي وزارة الصحة في مملكة البحرين اهتماماً كبيراً بصحة مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر" بتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم بما يصب في راحتهم وتخفيف آلامهم ، نظراً لما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه من اهتمام وعناية خاصة بأبنائه مرضى السكلر، وحرصه الكبير على توفير كل ما يلزم لتوفير العلاجات المناسبة والرعاية الصحية ذات الجودة العالية لخدمة مرضى السكلر.
وتتابع وزارة الصحة بشكل مكثف موضوع مرضى السكلر من خلال فريق طبي مؤهل في أمراض الدم الوراثية، وذلك امتثالاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بالمملكة، والتي تحث دوماً على الاهتمام بمرضى السكلر وتوفير أفضل سبل الرعاية والراحة لهم، حيث يعقد المسؤولون في الوزارة اجتماعات دورية مع جميع المعنيين لاتخاذ قرارات تُسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر، ويعملون على تدارس كافة الموضوعات التي تهمهم سعياً لاعتمادهاا وتنفيذها بشكل عملي على أرض الواقع بهدف توفير الخدمات الصحية التي يصبو إليها المرضى من خلال تطوير الخطط والبرامج العلاجية المقدمة.
وقد قامت وزارة الصحة بتاريخ 14 فبراير من العام 2014م بافتتاح مركز خاص لمرضى السكلر وهو فريد من نوعه في المنطقة، ويُعتبر المركز الوحيد المتخصص في تقديم رعاية شاملة لمرضى السكلر، وليس هذا فحسب بل حرصت وزارة الصحة على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فدأبت على انتداب عدة مجموعات من خبراء دوليين، للوقوف عن كثب على الخدمات المقدمة وتقديم المشورة لكل ما يصب في مصلحة المرضى وتبادل تجاربهم والاستفادة من خبراتهم. وقد بيّن الخبراء أن وزارة الصحة في مملكة البحرين متقدمة جداً سواء من جانب البرامج والإجراءات العلاجية أو من جانب البنى التحتية والخدمات التمريضية والطبية والخدمات الإدارية والفنية المساندة المدربة والمؤهلة؛ والتي تعمل لتقديم خدمات صحية شاملة لمرضى فقر الدم المنجلي بصورة خاصة وجودة عالية تتماشى مع توجيهات سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه.
ويستقبل مركز أمراض الدم الوراثية الحالات المرضية المستمرة اليومية في وحدة الرعاية اليومية، ويخضع المريض للملاحظة ويتلقى العلاج في وحدة الرعاية اليومية حتى يتم الاطمئنان على صحته وترخيص خروجه من المركز، أو يتم تنويمه في أحد أجنحة المركز إذا استدعت حالته الصحية، وكما يقوم بالتنسيق مع التخصصات الطبية الأخرى لاستشارتهم كلما دعت الحاجة. ويتكون مركز أمراض الدم الوراثية من أربعة أدوار، وبطاقة استيعابية تبلغ 90 سريراً موزعة حسب التالي:
- وحدة الرعاية اليومية وتضم 21 سرير.
- الدور الثاني ويضم 21 سرير.
- الدور الثالث ويضم 22 سرير.
- الدور الرابع ويضم 22 سرير.
كما يضم مركز أمراض الدم الوراثية وحدة خاصة لتبديل الدم؛ وهي احدى المشاريع الجديدة ،يتم العمل فيها على نقل وتبديل الدم بأجهزة حديثة. كما يتم توفير الرعاية الصحية الشاملة من خلال المشروع الحيوي الموازي للمركز وهو العيادات متعددة التخصصات، حيث تتم معاينة وتشخيص المرضى بعدة تخصصات كأمراض الدم، والطب النفسي، والجراحة، والعظام، والباطنية والتغذية، والعلاج الطبيعي، إضافة إلى توفير الخدمة الاجتماعية، مع استمرارية وجود وحدة الدعم النفسي في المركز على مدار الأسبوع، بالإضافة لافتتاح عيادة صباحية من كل يوم أحد تُقدم خدماتها لمرضى السكلر وتعمل على متابعة المريضات في فترة الحمل وتقييم المرضى الذين يحتاجون لإجراء عمليات أو تدخلات جراحية، ومتابعة المرضى المستخدمين لعقار الهيدروكسوريا، والتنسيق مع الأقسام الأخرى لتلبية احتياجات المرضى وتخفيف الضغط على العيادات متعددة التخصصات.
وقد عملت وزارة الصحة ومن خلال الرعاية الصحية الأولية على افتتاح عيادات السكلر في المراكز الصحية تسهيلاً للمرضى. علماً بأن الرعايتين الأولية والثانوية تتمتعان حالياً بأقصى مراتب التعاون فيما بينهما في مجال تقديم الرعاية لمرضى فقر الدم المنجلي "السكلر"، حيث تتم اجتماعات مجلس الإدارة الأسبوعية بوجود كل من الرعاية الأولية والثانوية, مما ساهم بالارتقاء بالخدمات بشكل كبير وفعّال.
وبهذه المناسبة، قدمت الوزارة جزيل الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة ، على اهتمامها ومتابعتها الحثيثة ودعمها اللامحدود لاستمرارية وتطويرها الخدمات الصحية، مما ساهم في رفع المستوى الصحي بمملكة البحرين. كما توجهت بالتحية لجميع مرضى ومريضات السكلر في هذا اليوم، مؤكدة على وضع مرض فقر الدم المنجلي على سلم أولويات واستراتيجيات الوزارة، كما توجهت بالشكر لمؤسسات المجتمع المدني الشركاء الاستراتيجيين لتقديم الرعاية لمرضى فقر الدم المنجلي "السكلر". 
وتعتبر أمراض الدم الوراثية مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء، والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب وتكوين كريات الدم الحمراء، فتصبح غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية: الثلاسيميا والأنيميا المنجلية. وتُعد الأنيميا المنجلية أحدى أمراض الدم الوراثية التي يحدث فيها اضطراب في الجينات المسؤولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب في التصاق الكريات داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وبالتالي يقل تدفق الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم، وتنتج عن ذلك الأعراض المصاحبة للأزمات لدى المصابين بالأنيميا المنجلية ومنها ألم شديد، وضيق في التنفس، وغيرها من الأعراض. وقد صنفت الأمم المتحدة فقر الدم المنجلي بأنه أحد أخطر الأمراض الوراثية المتفشية على مستوى العالم.