+A
A-

الإعدام للمتهم الأول بقتل سيدة تقود سيارتها إثر موجة انفجارية

أجمع أعضاء المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة برئاسة القاضي علي خليفة الظهراني وعضوية كل من القاضيين أسامة الشاذلي ووائل إبراهيم وأمانة سر أحمد السليمان، على إيقاع عقوبة الإعدام وإسقاط الجنسية البحرينية بحق المتهم الأول بقضية وفاة سيدة “تعمل معلّمةَ بإحدى المدارس” وإصابة ابنتها بعاهة تقدر نسبتها بـ5 %، جرّاء تفجير قنبلة محلية الصنع كان القصد منها إزهاق روح أي من أفراد الشرطة؛ وذلك جزاءً وفاقًا لما جنته يداه.

كما قضت المحكمة بالسجن المؤبد على المتهم الثاني وبإسقاط الجنسية البحرينية عنه، وألزمته والمتهم الأول بأن يدفعا متضامنين مبلغًا إجماليًّا وقدره 1554 دينار قيمة التلفيات في سيارة خاصة ومعرض وشركة ومحل تجاريين.

فيما حكمت بالسجن لمدة 3 سنوات لباقي المتهمين الثمانية، وأمرت بتغريم المتهم الثالث مبلغ 300 دينار قيمة تلفيات تسبب بها، وأمرت بمصادرة المضبوطات.

وبرأت المحكمة المتهمة السادسة مما نسب إليها من اتهام بإخفاء المحكوم بالإعدام -شقيق زوجها- في منزل شقيقتها ووالدها في شقة شقيقها المتهم السابع، موضحةً أنه وفقًا لنص المادة 255 من قانون العقوبات أنه لا تسري أحكام المادة المذكورة والمتعلقة بإخفاء مطلوبين على زوج من أخفى ولا على أصوله أو فروعه أو إخوته أو أخواته ومن في منزلة هؤلاء من الأقارب بحكم المصاهرة، إذ لا يسري عليها النص العقابي سالف البيان ومن ثم يكون ذلك الفعل غير مؤثَم بالنسبة لها.

وأوضحت المحكمة أن وقائع الدعوى في عدة وقائع حاصلها أن المتهم الثاني، والهارب إلى جمهورية إيران هو أحد قيادات تنظيم سرايا الأشتر الإرهابي، وعلى علاقة واتصال بعناصر من الحرس الثوري الإيراني، وكانت تربطه بالمتهم الأول صلة صداقة قديمة والتقاه في العام 2014 وعرض عليه أفكاره وفكر التنظيم الذي ينتمى إليه وأنه يرغب في تشكيل جماعة تتبع الحرس الثوري لتنشيط الحراك والعمليات الإرهابية داخل البحرين.

وأضافت أنه عرض عليه تلقي التدريبات العسكرية على يد عناصر من الحرس الثوري، وذلك من أجل القيام بعمليات إرهابية داخل البحرين لتقويض الدولة وإسقاط النظام، وظلّ على تواصل معه حتى العام 2015، فوافق المتهم الأول على تلقي التدريبات العسكرية بإيران.

وبالفعل سافر الأول بتاريخ 2 مايو 2015 إلى إيران والتقى بالمتهم الثاني والذي اصطحبه إلى أحد معسكرات التدريب التابعة للحرس الثوري وتلقى تدريبات عسكرية لمدة 8 أيام، تلقى فيها دروسًا نظريةً ودروسًا عملية على الأسلحة والمتفجرات، وبعد ذلك التدريب عاد المتهم إلى البحرين حاملاً معه شروره وبدا في التخطيط للقيام بالعمليات التخريبية والإرهابية داخل مملكة البحرين وهو على تواصل مع المتهم الثاني والذي أمده بسلاح ناري عبارة عن كلاشنكوف كان قد أخبره المتهم الثاني بتواجده أسفل سيارته، واحتفظ به في منزله تمهيدًا لاستخدامه في العمليات الإرهابية، وطلب منه المتهم الثاني تجهيز عملية تفجير ضد أفراد الشرطة  فوافق واستقرت الفكرة بعد تمحيص دقيق لها في نفوسهما وعقدوا العزم على تنفيذها وقام المتهم الأول تنفيذًا لمخططهم الإجرامي، بتجنيد متهم آخر -توفي في وقت سابق لأمر الإحالة وغير مدرج ضمن المتهمين بالقضية- لخبرته بالمسائل الكهربائية بعد أن عرض عليه أهدافه وأغراضه الإرهابية واتصاله بالمتهم الثاني فوافقه الأخير.

وزود المتهم الثاني المتهم الأول والآخر المتوفى بدروس عن كيفية صناعة العبوات المتفجرة وطرق تفجيرها وتدارسا تلك الدروس جيدًا وكانا على تواصل مع المتهم الثاني حتى أخبر الأخير المتهم الأول بتجهيز عبوة متفجرة، لتنفيذ مخططهم وعليه أن يستلمها من مقبرة سترة واديان.

وبالفعل توجه المتهم الأول للمكان المتفق عليه واستحصل على العبوة المتفجرة وأخبره المتوفى بحصوله على العبوة المتفجرة وأنه يحتفظ بها في مسكنه وحتى يطمئن قلب الأخير على سلامتهما طلب منه جهاز التحكم الخاص بالعبوة المتفجرة ليقوم بفحصه وتأمينه وبالفعل فحصه وأمّنه، وعالج به خللاً في طريقة توصيله وأعدوا عدتهم وعقدوا العزم على القيام بمخططهم بالقيام بعملية تفجير ضد أفراد الشرطة وقتل أكبر عدد منهم، باستخدام العبوة المتفجرة.

وبهدوء وروية اختارا شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح لتنفيذ مخططهم وفى يوم الواقعة بتاريخ 30 يونيو 2016 طلب المتهم الأول من المتوفى التوجه إلى الشارع حيث اتفقا على تنفيذ جريمتهما فيه؛ لمعاينته والتأكد من مرور الدوريات الأمنية عليه تمهيدًا لقيامه بزرع العبوة المتفجرة على ذلك الشارع لاستهداف الدوريات الأمنية التي تمر بالشارع، وعقب معاينة الأخير للشارع اتصل على المتهم الأول وأخبره بتمام معاينته، ثم توجّه إليه والتقاه وكان بحوزة المتهم الأول العبوة المتفجرة وملابس شبيهة بملابس العمال الآسيويين، واصطحبه في سيارته وبحوزتهما العبوة المتفجرة وتوجه بالقرب من الشارع المبيّن.

وهناك قام المتهم الأول بارتداء الملابس التي برفقته للتمويه والتخفي، وترجل من السيارة ومعه العبوة المتفجرة وطلب من المتهم المتوفى أن يظل قريبًا منه وتوجّه إلى الشارع المذكور، وأسفل أحد الإعلانات الموضوعة في الشارع تمكن المتهم الأول من زرع العبوة المتفجرة وأسرع إلى المتهم الذي توفي لاحقًا، واصطحبه إلى منزله والذي يبعد حوالي 300 متر من مكان زرع العبوة وصعد المتهم الأول إلى أعلى المنزل وتحديدًا أعلى خزانات المياه، وكمَنَ حتى يتمكن من مشاهدة مكان زرع العبوة وحركة الشارع حال انتظار المتهم المتوفى له أمام المنزل، وعند مشاهدته لأنوار دوريات الشرطة والدورية التي كان يقودها ملازم أول قام بتفجير العبوة المتفجرة باستخدام جهاز التحكم -الريموت- قاصدًا من ذلك قتل أفراد الشرطة المتواجدين بالدورية.

وانفجرت العبوة فور تخطي الدورية لنطاق التفجير مباشرة وأحدثت موجة انفجارية أصابت السيدة المجني عليها “تعمل مُدَرِّسة بإحدى المدارس”، بإصابات نتج عنها تهشم شديد بعظام الجمجمة وتهتك جسيم ونزيف بأنسجة المخ وأودت اصابتها بحياتها في الحال.

كما أصابت الموجة ابنة المتوفاة بإصابات بالرأس، عبارة عن كسر منخسف بالعظم الأمامي مصحوب بزيادة في قوة الإشارات بمقدم المخ وتغيرات سلوكية بسيطة وهو ما يعد عاهة تقدر بنسبة 5 %، في حين تبين أن الانفجار أحدث أيضًا تلفيات بالمحلات المجاور لمحيط الانفجار.

وثبت من تقرير طاقم مسرح الجريمة بأنه من خلال المعاينة والكشف على مكان الحادث ونتيجة فحص مختبر البحث الجنائي للعينات المرفوعة، أن الانفجار ناتج عن تفجير عبوة متفجرة ويرجح أن تكون مضادة للأفراد نوع (Claymore) يتم التحكم بها عن بعد بواسطة جهاز تحكم عن بعد واحتوائها على طبق من الكرات المعدنية حيث أنه مع تأثير قوة الانفجار تنطلق الكرات المعدنية كمقاذيف بسرعة عالية جدًّا تحدث إصابات قاتلة للأفراد حيث أدت إلى وفاة المجني عليها، وإحداث التلفيات بالمحلات المحيطة بمركز الانفجار.

وأشارت المحكمة إلى أنه وبعد حدوث التفجير فرّ المتهمان خارج المنزل وأبلغا المتهم الثاني بتمام عملية التفجير، وعلما بوفاة المجني عليها واختفيا عن الأنظار، وعقب ذلك علم المتهم الأول بملاحقة الشرطة له فقام بالاختباء على فترات متباعدة لدى وبمساعدة المتهمين من الرابع حتى العاشر، وكان على اتصال بشقيقه المتهم الثالث والذي أخبره بحيازته للسلاح الناري -الكلاشنكوف- في غرفته فطلب منه التخلص منه.

وبالفعل استحصل شقيقه على السلاح بحوزته وكان داخل حقيبة وتوجّه إلى مجمع سترة بالقرب من البحر وقام بإلقاء الحقيبة وما بها من سلاح بالبحر، حتى تم القبض على المتهم الأول، واعترف بالوقائع المار ذكرها، وتبين أن المتهم الخامس هو خال المتهم الأول، وقد طلب من المتهم الثامن إيواء المتهم الأول.

وقرّر المتهم الأول بأن قصده من ارتكاب واقعة التفجير هو قتل أفراد الشرطة وأرشد عن مخزن لمضبوطات في مستودع بالعكر الغربي به عدد 11 كيسًا لمادة يوريا وهي مادة تدخل في العديد من المجالات الصناعية والزراعة، وبطبيعتها يمكن أن يساء استخدامها في مجال تحضير المتفجرات، وكذلك 3 أكياس لمادة نترات البوتاسيوم، وأوضح أنه استحصل عليهم من كراج مملوك للمتهم الثاني.

وأفادت المحكمة أن المتهم المتوفى قبل الإحالة، اعترف تفصيليًّا بتحقيقات النيابة العامة بأنه يعمل فني الكترونيات في شركة صناعية كبرى، والذي يعمل بها والد المتهم الأول وارتبط بالمتهم الأول بعلاقة صداقة، وأشار إلى أن القنبلة عبارة عن عبوة تلفزيونية ملفوفة بورق القصدير من الجانب الخلفي وتزن حوالي كيلو جرام، وتحتوى على مادة الـC4 المتفجرة مثبتة على قطعة خشب.

وثبت للمحكمة أن المتهمين التسعة المُدانين خلال الفترة من بداية العام 2015 حتى 10 يوليو 2016، بداخل مملكة البحرين وخارجها،

المتهم الأول:

1 - سعى لدى دولة أجنبية وتخابر معها ومع من يعملون لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد مملكة البحرين، بأن سعى لدى دولة إيران وتخابر معها ومع من يعملون لمصلحتها من أفراد الحرس الثوري الإيراني والتقى بهم في إيران وتلقى على يد خبراء منهم تدريبات على استخدام الأسلحة النارية والمواد المتفجرة واتفق معهم على أن يكون جنديًّا من جنود ما يسمى بـ “جيش المهدي” وعلى القيام بأعمال تخريب وتفجير داخل البلاد واغتيال لرجال الأمن لإضعاف النظام تمهيدًا لإسقاطه.

2 - قتل وآخر توفيَ، المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيّت النية وعقد العزم على قتل أي من أفراد الشرطة المكلفين بتفقد وحفظ حالة الأمن بمنطقة العكر، وأعدَّ لهذا الغرض عبوة متفجرة وقام المتوفى بتجهيزها وقام هو بزرعها في الجانب الأيمن من شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح العام باتجاه دوار النويدرات وهو المكان الذي أيقن سلفًا مرور المركبات الأمنية منه وفق نتائج أعمال المراقبة التي أجراها معه المتهم المتوفى، وقام بتجهيز وضع العبوة بحيث تكون موجتها الانفجارية في اتجاه مرور تلك المركبات في الشارع العام، وصعد إلى أعلى خزانات المياه في أعلى سطح بناية تخص والده وتطل على مكان زرع العبوة مترصدًا لمرور تلك المركبات، وما إن شاهد إحداها قادمة باتجاه محاذاة مكان زرع العبوة حتى قام بالضغط على جهاز التفجير عن بعد الذي كان يحمله معه قاصدًا من ذلك إزهاق روح أي من أفراد الشرطة المتواجدين فيها فحدث الانفجار فور أن تخطى المركبة الأمنية نطاق التفجير مباشرة والذي نتج عنه موجه انفجارية في اتجاه السيارات المارة في الطريق العام فأصابت شظاياها المجني عليها التي تصادف مرورها بسيارتها في هذا المكان في الاتجاه الاخر من الطريق في رأسها فأحدثت بها الإصابة الموصوفة بالتقرير الطبي الشرعي والتي أودت بحياتها، وكان ذلك تنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

3 - شرع وآخر توفى في قتل المجني عليهم الأربعة أبناء المتوفاة (بنت “مصابة” وثلاثة أولاد) وكذلك ملازم أول عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وقد خاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادته فيه وهو مداركة المجني عليها الأولى بالعلاج وعدم بلوغ شظايا الانفجار إلى المجني عليهم الآخرين حال كون المجني عليه الأخير موظفًا عامًّا ووقع عليه الفعل أثناء وبسبب تأديته وظيفته وتنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

4 - أحدث وآخر توفى تفجيرًا بقصد تنفيذ غرض إرهابي، بأن قام بتفجير العبوة المتفجرة موضوع التهمتين السابقتين في مكان عام لإزهاق روح رجال الأمن الذين يتواجدون فيه وأي من يتصادف مروره منه ولإيذاء الأشخاص وبث الرعب بينهم وتعريض حياتهم للخطر.

5-    استعمل وآخر توفى المتفجرات عمدًا استعمالاً من شأنه تعريض حياة الناس للخطر، وترتب على ذلك موت المجني عليها المذكورة في البند رقم 2 وإصابة المجني عليها الأولى المذكورة في البند رقم 3، وذلك تنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

6 - استعمل وآخر توفى المتفجرات عمدًا استعمالاً من شأنه تعريض أموال الغير للخطر، فأحدث الانفجار أضرارًا مالية جسيمة بهذه السيارات وتلك المحلات، وذلك تنفيذًا لغرض إرهابي.

7 - أتلف وآخر توفى أموالاً ثابتة ومنقولة بأن أحدث تفجيرًا بالعبوة المفرقعة موضوع التهمه المذكورة في البند رقم 2 فأحدث التلفيات بالسيارات والمحلات المشار إليها بالتهمة السابقة بالقيمة المالية المذكورة في الأوراق وعطل الانتفاع بها، وترتب على ذلك جعل حياة الناس وأمنهم في خطر، وذلك تنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

8 - عرّض للخطر عمدًا وآخر توفيَ وسيلة من وسائل النقل العام والخاص بالقوة، بأن أحدث التفجير موضوع التهمة المذكورة في البند رقم 2 وترتب على ذلك موت المجني عليها المذكورة في هذه التهمه تنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

9 - حاز وأحرز وآخر توفيَ متفجرات وأدوات ومواد تستخدم في صنعها وتفجيرها بغير ترخيص من الجهة المختصة، بأن حاز وأحرز العبوة المتفجرة موضوع التهمة المذكورة في البند رقم 2 وكذا الأدوات والمواد التي عُثِرَ عليها في مستودع بمنطقة العكر الغربي، بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام وتنفيذًا لغرضٍ إرهابي.

10 - تدرب وآخر توفى على استعمال الأسلحة النارية والمتفجرات بقصد ارتكاب الجرائم الإرهابية.

11 - حاز وأحرز سلاحًا ناريًّا من الأسلحة الأوتوماتيكية المتكررة الطلقات (كلاشنكوف) وذخائره مما لا يجوز الترخيص به بحال من الأحوال، بقصد استعماله في نشاط يخل بالأمن والنظام العام وتنفيذًا لغرض إرهابي.

المتهم الثاني:

 اشترك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في ارتكاب الجرائم المذكورة بالبند أولاً، بأن خلق لديه فكرتها وأغراه ودفعه لارتكابها واتحدت إرادته معه على ذلك وسهل له وسائل الاتصال واللقاء مع عناصر الجانب الإيراني والعاملين لمصلحته وتلقى التدريب العسكري في معسكراتهم لارتكاب أعمال إرهابية وعدائية داخل مملكة البحرين، واتفق معه على ارتكاب جريمة قتل أيٍ من أفراد الشرطة بمنطقة العكر وأمده بالعبوة المتفجرة المستخدمة في هذا الحادث وإحداث التفجير فيه، وأمده بالسلاح الناري متكرر الطلقات وذخائره، فتمت هذه الجرائم بناءً على هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة على النحو المبين بالأوراق.

المتهم الثالث:

 أحرز سلاحًا ناريًّا من الأسلحة الأوتوماتيكية المتكررة الطلقات (كلاشنكوف) وذخائره مما لا يجوز الترخيص به بحال من الأحوال.

المتهمون من 4 حتى 10:

 أخفوا بأنفسهم وبواسطة غيرهم متهمًا في جناية مع علمهم بذلك.