العدد 3176
الأحد 25 يونيو 2017
banner
المسرح البحريني أدار ظهره للعالم!
الأحد 25 يونيو 2017

هل نستطيع القول إن مسرحنا المعاصر استطاع أن يكتشف قدرا جديدا للإنسان؟ لا أتصور ذلك رغم اجتهاد كل من يركب السفينة.

المسرح في البحرين وبقية دول الخليج سوف يتجمد على نمط واحد لا يتغير ومن ثم سيموت، تماما مثلما مات المسرح الأميركي في فترة من الفترات عندما فقد الكتاب والمخرجون والممثلون هناك أحاسيسهم بالخيال تماما، وأصبحت عملية الخلق الفني ليست أكثر من مجرد أن يفحص الفنان عالمه الذاتي ويكتب عنه ولا يمد بصره إلى ما هو أبعد من ذلك، وذكر الناقد جوردون رجوف معلقا على ذلك “ان مسرحنا بكل تأكيد أدار ظهره للعالم”، وبذلك تخلف كثيرا عن الحيل الفنية الجديدة التي يمارسها فنانو المسرح في خارج أميركا وعن الفن المسرحي الأوروبي الذي يجري كل الأساليب ويفتح باب الخيال على مصراعيه، ويبدو أن الأمر أصبح مستحيلا بالنسبة لفناني أميركا الذين يسيرون بمسرحهم إلى الجمود شيئا فشيئا، ودعا جورودن رجوف إلى بحث هذا الحال سريعا في مؤتمر يضم العاملين بالمسرح جميعا من نقاد وكتاب وفنيين.

صرخ في وجهي صديقي المخرج، بعد أن سمع مني تلك الكلمات عن المسرح وقال: لا تخف... إن صرختي دليل على الموافقة وليس الرفض، فأنا لا أتصور أن المسرح تطور عندنا من ناحية النص الأدبي، فهو حتى الآن لم يرق إلى مستوى أسلافنا بعكس الفنون التشكيلية، لأنه لم يكن لها تراث، وهذا لا يعني أننا لا يمكن أن نضاهي أسلافنا، لنحاول أو لا!

صمت لبرهة وقال لي بعدها: هل تعتقد أن الفضائيات أنهت المسرح؟ قلت: المسرح لا يمكن أن ينتهي، برامج الفضائيات متعة ومشاهدة فردية، بينما المسرح متعة جماعية وحفل جماعي يتهيأ له الناس، ولكن أين هو العرض الحي الذي اقترب من الجمهور البحريني وسط هذا الحشد الهائل من المسرحيات التي قدمت خلال السنوات الأخيرة؟

السعداوي لا يزال يناضل ضد السقوط الإرادي للحياة، وإبراهيم خلفان إلى متى سيبقى متمردا على الاستجابة للأمواج ليمنح الحياة احتجاجا ورفضا وفدية؟ ويوسف الحمدان سئم من الدخول في معركة الإرادات وهو يعلم سلفا أنه يلقي شبكة مع آلاف الشبكات وعليه أن ينتظر على الشاطئ حتى تعلق الشبكة أو يسحبها فارغة، وهناك أحباب كثر يقاومون بكل ما يملكون من قوة في محاولة يائسة لخلق مسرح في البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .