+A
A-

شوبارد.. إمبراطورية صناعة الساعات والمجوهرات

يمثل الشقيقان كارولين وكارل فريدريش شوفيل الجيل الرابع للملاك والرؤساء المشاركين للعلامة التجارية الفاخرة شوبارد. وقد يتشاركان في مسارات مماثلة لكيفية اندماجهم في الشركة العائلية، إلا أن شخصيتيهما المختلفتين تعني علاقات تكميلية في إدارة إمبراطورية صناعة الساعات والمجوهرات.

فكما تقول المديرة الإبداعية والمسؤولة عن الساعات النسائية ومجموعة المجوهرات الفاخرة كارولين كنت دائما الشخصية الديناميكية التي لا تتمتع بالصبر أبدا، بينما يملك هو الصبر لتنظيم تحركات الشركة، وهو شيء لا أعتقد أن بإمكاني فعله، وأنا معجبة لذلك به.

يدير شقيقها الأكبر كارل فريدريش مجموعة المنتجات الرجالية وعمليات المصنع. ويقول: لقد أتيحت لنا فرصة فريدة لمساعدة والدي في بناء الشركة، وأنا أسميها فرصة حقيقية. وكان ذلك أمرا مثيرا لكلينا.

وبدأت قصة شوبارد في العام 1860 في قرية سونفيلييه السويسرية، حيث أسس المؤسس لويس أوليس شوبارد ورشة عمل واشتغل بحرفته. وبعيدا عن الجيل الثالث، لم يكن هناك اهتمام بالاستحواذ على الشركة العائلية، عندما تدخل والد كارولين وكارل فريدريتش، كارل شوفيل واشترى العلامة التجارية في العام 1963.

يقول كارل: كان لشوبارد ابنان لم يرغبا في الاستحواذ على كل شيء، أحدهما كان مصرفيا، والآخر كان مبشرا في إفريقيا، ولهذا وجد بعضنا بعضا، شركتين عائليتين.

وكان كارل مالكا من الجيل الثالث من بوزهايم، ألمانيا، وكان حريصا على توسيع أعماله في مجال صناعة الساعات والمجوهرات إلى جنيف بعد أن تدرب على الصناعة في سويسرا. بدأ بحثه مع إعلان في صحيفة محلية وبعد أن جاءه 20 ردا، اتخذ كارل اختياره بعد أن زار جميع ورشات عمل الساعات للعثور على المكان المثالي لشرائه.

كارل وزوجته كارين، رتبا توسع شوبارد محليا ودوليا. وأنشأ مرفقين للتصنيع في ميرين وفليورييه، في حين عملا على توسيع شبكة متاجر التجزئة من متجر واحد في ثمانينات القرن الماضي إلى شبكة من أكثر من 160 متجرا في الوقت الحاضر.

إلا أن البيئة الاقتصادية كانت صعبة بالنسبة للماركات الفاخرة، لاسيما مع تراجع الطلب من الأسواق الرئيسة في الولايات المتحدة والصين. وتوقعت شركة بين أند كومباني الاستشارات أن يكون 2016 هو العام الذي وصلت فيه صناعة السلع الفاخرة أدنى مستوياتها، وهو مؤشر متفائل للعام المقبل.

يقول كارل فريدريتش: ننظر إلى بيئة اليقين الوحيد فيها هو عدم اليقين، لقد واجهنا بالتأكيد 18 شهرا صعبا، لكننا نرى أن العام 2017 قد يصبح عاما أفضل.

وعندما يتعلق الأمر بتوسيع حضور العلامة التجارية في جميع أنحاء العالم، تقول كارولين أنها تود أن ترى شوبارد في المزيد من دول أميركا الجنوبية والشرق الأوسط، فضلا عن ترسيخ الاهتمام بها وتقديرها في الولايات المتحدة والصين.

لكن عندما يتعلق الأمر بالجوهر، فحتى مع التوسع العالمي وزيادة أعداد القوى العاملة، فإن قيم الشركة لا تزال ثابتة. وبالنسبة لعائلة شوفيل يعد الإبقاء على الشركة عائلية جزءا أساسيا من قيم الشركة.

يقول كارل فريدريتش: أعتقد أن استمرارنا كشركة تديرها العائلة هو بالتأكيد سمة مميزة لشوبارد، ونعتز حقا باستقلالنا من حيث تكامل الإنتاج مع التوزيع.

هذه هي النقطة التي أكدها والد كارل أيضا، وقال: في الشركات الكبيرة الأخرى تتغير الإدارة كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وفي حالتنا، نحن دائما هناك، وبالتالي فإن العملاء لديهم علاقة وثيقة جدا مع الأسرة؛ لأن الكثير من عملائنا هم أيضا شركات عائلية، لذلك هناك قيمة لكلا الجانبين.

وبالنظر إلى المستقبل، يقول كارل فريدريش إنه يأمل في أن يتقاسم الشغف نفسه للحرفة كل من عائلته والأسرة المتزايدة المكونة من 2000 شخص التي تمثل شوبارد.

عندما احتفلت الشركة بالذكرى السنوية الـ 150 في العام 2010، خرجت العائلة بشعار: الشغف من أجل التميز.

نحن جميعا متحمسون جدا لما نقوم به، وأن تكون شغوفا يعني أن تكون عاطفيا أيضا، لذلك من المهم دائما تحقيق التوازن الصحيح بين البقاء متحمسا وشغوفا بعملك، وأن تظل عقلانيا في قراراتك بحسب كارل فريدريتش.

بالنسبة لكارل فريدريش وكارولين، يعد الحفاظ على هذا التوازن أمرا بالغ الأهمية لتطلعات العائلة في المستقبل، والحفاظ على استمرارية الإرث القديم لشوبارد المستمر منذ قرون.