+A
A-

زواج ميسي تحت تهديد عصابة “القرود”

ليونيل ميسي نجم برشلونة اختار اقامة حفل زواجه على بعد أمتار قليلة من أخطر أحياء الأرجنتين عامة ومدينة روزاريو خاصة.

تعيش مدينة روزاريو التي تعاني من معدلات جريمة مرتفعة، على وقع هاجس أمني قبل أيام من زفاف “ابنها” نجم برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي دعا جمعاً من المشاهير إلى حفل يقام على مقربة من أحد أخطر أحيائها وأكثرها فقراً.

يوم الجمعة 30 حزيران/يونيو، يحتفل نجم نادي برشلونة الإسباني الذي أتم السبت عامه الثلاثين، من صديقته لفترة طويلة وأم ولديه أنطونيلا روكوتزو، في حفل تضم لائحة المدعوين إليه 21 لاعباً من النادي الكاتالوني مثل لويس سواريز ونيمار، إضافة إلى جيرار بيكيه وشريكته المغنية الكولومبية شاكيرا، وسيقام في روزاريو الواقعة على مسافة 300 كلم إلى الشمال من العاصمة بوينوس أيريس.

وسينزل المدعوون في “سيتي سنتر”، وهو مجمع فخم يضم فندقاً وكازينو، ويتوقع أن يقام فيه أيضاً حفل الزفاف. ويقع المجمع على مقربة من حي فقير اشتهر بكونه منشأ عصابة دموية لتجارة المخدرات تعرف باسم “لوس مونوس” (“القرود”).

ويقول المسؤول المحلي كارلوس ديل فرادي الذي أعد كتباً عن تجارة المخدرات في روزاريو، لوكالة فرانس برس “إن زفاف ميسي، كما وجود الكازينو على مقربة من الحي، هو استعارة لعدم المساواة”.

في 17 حزيران/يونيو الحالي، وعلى بعد 400 متر فقط من الأضواء الباهرة لمجمع “سيتي سنتر”، قام شخصان على متن دراجة نارية بإطلاق النار على أربع نساء ينتمين إلى “لوس مونوس”. وأدى الحادث إلى مقتل بيترونا كانتيرو (56 عاماً)، شقيقة آرييل كانتيرو الزعيم التاريخي للعصابة، والذي يقبع حالياً في السجن.

ويقول ديل فرادي إن أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات حصدت أرواح نحو ألف شخص في المدينة خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وبحسب تقرير أمني لسلطات محافظة سانتا فيه التي تقع ضمنها روزاريو، بلغ معدل الجريمة في المدينة عام 2016 ضعف المعدل العام في البلاد.

ويقول ديل فرادي إنه في حي لاس فلوريس القريب من مجمع “سيتي سنتر”، تحظى عصابة “لوس مونوس” بسيطرة شبه مطلقة، معتبراً أنها بمثابة “حكومة أمر واقع” في الحي.

“يشعر بالراحة هنا”

تاريخيا، تمتعت روزاريو بطبقة عاملة قوية، ويرجح خبراء في الاقتصاد والعلوم السياسية، إن العنف الذي تشهده المدينة يعود بشكل رئيسي إلى انتشار البطالة على نطاق واسع.

وعانت عائلة ميسي نفسه من ظروف اقتصادية صعبة، إذ أن والده الذي عمل في مجال المعادن خلال التسعينات من القرن الماضي في روزاريو، هاجر وعائلته إلى مدينة برشلونة الإسبانية في العام 2000، هرباً من أزمة اقتصادية خانقة كانت تعاني منها الأرجنتين.

إلا أن السلطات المحلية في روزاريو تقلل من شأن الهاجس الأمني، وتؤكد أن سلامة حفل الزفاف والمدعوين ستكون مؤمنة بشكل كامل.

وتقول رئيسة الادارة المحلية مونيكا فاين لفرانس برس “روزاريو مستعدة لحفل الزفاف (...) ليونيل اختار أن يأتي إلى هنا ويتزوج لأنها (روزاريو) مسقط رأسه ويشعر بالراحة هنا وسنقوم بكل ما في وسعنا لجعله يشعر بذلك”.

حتى الآن، أبقت السلطات على سرية إجراءاتها الأمنية.

وعقد الأسبوع الماضي اجتماع بين مسؤولي الأمن المحليين وممثلين عن عائلة ميسي، دون تسريب أي تفاصيل عن مضمونه. كما بدل مكان انعقاده في اللحظات الأخيرة للحؤول دون تطفل الصحافيين.

ويشدد غوستافو ليوني، أحد المسؤولين المحليين في المدينة، على أن الزفاف هو “حدث خاص”، مشيراً إلى أنه في حال رغب بعض المدعوين في القيام بجولة في المدينة، ستقوم السلطات بتنظيم ذلك ولكن في إطار من السرية والاجراءات الأمنية المشددة.   

مفاجأة

من جهتهم، يبدو بعض سكان المدينة الذين يدركون ظروفها الأمنية والاجتماعية الصعبة، غير قادرين على استيعاب قرار اللاعب الثري الذي جنى 70 مليون يورو العام الماضي وحده بحسب التقارير الصحافية، أن يقيم حفل زفافه في مدينة محفوفة بالمخاطر.

وتقول مساعدة إدارية عرفت عن نفسها باسم ميكاييلا “للحقيقة أنا متفاجئة من قرارهم إقامة الزفاف هنا، نظراً إلى كون ميسي أحد أفضل لاعبي كرة القدم دخلا في العالم. لا يمكنني أن أصدق ذلك”.

وعلى رغم أن الغالبية العظمى منهم لن تدعى إلى الزفاف وقد لا يتاح لها حتى استراق نظرة إلى الحفل أو المدعوين، إلا أن سكان المدينة يتابعون تفاصيله لحظة بلحظة، ويبدون رأيهم فيه حتى.

ويقول أرييل فاييخو الذي يعمل في شركة أمن خاصة “الفندق الآخر (في إشارة الى فندق الخمسة نجوم بويرتو نورتي الذي كان يرجح أن يقام فيه الحفل في المقام الأول) كان ليكون أجمل بكثير”.