+A
A-

الدوحة تهرب من مطالب الحل إلى “عسكرة” الأزمة

 تستمر محاولات قطر في التهرب من مطالب وقف دعمها الإرهاب، وتلجأ إلى عسكرة الأزمة مع استقبالها قوات تركية إضافية، والتذرع بمعاناتها مما تعتبره حصارا مفروضا عليها.

ففي الخطاب الذي تبنته الدول الأربع التي بادرت لقطع العلاقات مع الدوحة، لا يجد القارئ فيه أو حتى بين سطوره، أي معنى أبعد من تحقيق المعادلة المطلوبة: التوقف عن تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية ودعم العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء.

لكن الدوحة تملك دوما على ما يبدو قراءتها الخاصة التي حولت القضية إلى تحد عسكري وتناست البعد الأمني وحتى السياسي.

فاللجوء إلى الأجنبي ونشر قواته على الأرض القطرية، يعني شيئا واحدا فقط، إشعار الآخرين بأن قطر تحت التهديد، وهو أمر يجمع القريب والبعيد على أنه بعيد عن الصحة.

ذات الأسلوب الذي حولت فيه المقاطعة إلى حصار، لتكون أول دولة تحاصر بينما أجواؤها ومياهها مفتوحة، وتملأ أسواقها بالبضائع الإيرانية والتركية.

ويبدو أن عسكرة القضية وتوصيف عناصرها وفقا للمزاج القطري، بات نهجا يحتم على الجميع النظر بعين الريبة، للوجود التركي على الأراضي القطرية، والعزل الأمني والسياسي المصاعد مع طهران، والتمسك برموز الإرهاب بتوفير الملاذ لهم. هذه العوامل الثلاثة تجتمع في قطر، لتمثل تهديدا للأمن والاستقرار في إقليم، لطالما كان عصيا على تلك القوى التي تمد الآن قطر يدها، وتنسى انها تؤكل يوم سمحت بأكل شقيقاتها.

وقطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وكذلك مصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو بسبب دعمها “منظمات إرهابية”.

ولم تستجب قطر إلى الآن لمطالب الدول المقاطعة والتي تركز على التخلي عن دعم الإرهاب، ولجأت بدلا من ذلك إلى تركيا وإيران التي أعلنت إرسال شحنات يومية مقدارها 1100 طن من الخضار والفاكهة إلى قطر من المقاطعة.

من جانب آخر، نظم عدد من النشطاء العرب والفرنسيين وقفة احتجاجية، أمس الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس رفضاً لزيارة أمير قطر الشيخ تميم، واحتجاجاً على سياسة الدوحة الداعمة لبعض التنظيمات المتطرفة.

وكان عدد من النشطاء الحقوقيين وجمعيات ضد السياسات القطرية الحاضنة للإرهاب والداعمة للتطرف، أعلنوا في وقت سابق تنظيم تلك التظاهرة أمام السفارة القطرية في باريس، للمطالبة بوقف تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية. وحمل المحتجون شعارات بالفرنسية والإنجليزية تطالب الحكومة القطرية بالكف عن دعم الجماعات المتطرفة، التي وصل أذاها وإرهابها إلى عواصم غربية وباريس بالذات، التي أصابها الإرهاب عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.