+A
A-

“البحرين تقرأ” تستهدف 10 آلاف كتاب ورواية في 2017

قال صاحب مبادرة “البحرين تقرأ” يوسف الزيرة إن المبادرة الفتية تستهدف قراءة 10 آلاف كتاب ورواية خلال العام الجاري 2017، وذلك عبر 430 عضوا انضموا إليها. 

وأردف في تصريح لـ “البلاد” أن المبادرة نجحت في قراءة 3 آلاف و886 كتابا لغاية 31 مايو الماضي، وتضمنت الانتهاء من قراءة مليون و17 ألف صفحة. 

 وتابع قائلاً: مضى 42 % من السنة، وحققنا 39 % من الهدف المنشود، ونتوقع زيادة مطردة في الشهرين المقبلين مع دخول موسم الإجازة الدراسية الصيفية لطلبة المدارس والجامعات. 

 

تصدر نسائي 

وبالنسبة للتقسيم الجندري لما أنجز، أوضح الزيرة أن النساء تصدرن بقراءة 730 ألف صفحة، فيما قرأ الرجال 286 ألف صفحة. 

 وبين الزيرة أن المبادرة التي تسير في عامها الثاني نجحت في قراءة 8 آلاف و626 كتابا ورواية في العام 2016.  

وأردف: تشكل الروايات ما نسبته 70 % من المواد المقروءة، فيما 30 % ذهبت لصالح كتب ألفها مفكرون مسلمون حداثيون. 

إحصاءات 

وكشف الزيرة لـ “البلاد” عن الإحصائيات المرتبطة بالمبادرة، موضحاً الكتب الأكثر مقروئية وأعلى القراء إنجازاً في عدد الكتب والصفحات.

 ويشير عدد الكتب والروايات المقروءة للعدد الإجمالي للإنجاز، ويتضمن احتساب الكتب التي حملت ذات العنوان وقرأت أكثر من مرة. 

وأوضح الزيرة أن المبادرة هدفت لتحفيز القراءة عموما وبأي حقل علمي أو معرفي، وذلك عبر الاستفادة من الخدمات المقدمة لموقع “جود ريدز” كمنصة أولية للتواصل بين أعضاء المبادرة والمنتسبين إليها.

 نقاش واقتباس 

 واستطرد: جرى أيضا إنشاء 5 مجموعات “واتساب” للأعضاء وفق ميولهم الثقافية والاجتماعية؛ بغرض إتاحة الفرصة للنقاش والاقتباس مما قُرئ. 

 وتابع قائلاً: جرى أيضا تصميم برنامج إلكتروني لإجراء الإحصاءات للبيانات المأخوذة من حسابات الأعضاء بعد تسجيلهم في موقع “جود ريدز”. 

وبالعودة للوراء ولفكرة إطلاق المبادرة، قال يوسف الزيرة: بدأنا كمجموعة بسيطة (5 أفراد) تشترك بحب القراءة ورغبنا في نشر هذا التوجه بالمجتمع.

 لوم وانتقاد

وأردف: عوضًا عن لوم المجتمع وانتقاده لعدم القراءة، رأينا أخذ خطوة عملية قبل عام ونصف العام (ديسمبر 2015) ولكننا لم نتوقع أن تلقى المبادرة هذا الصدى.

وقال: إن الهدف الذي وضعته المبادرة يتمثل بقراءة 1000 كتاب في العام 2016 وتحت شعار”البحرين تقرأ 1000 كتاب”، وهو هدف بدا كبيراً، فلم نكن نتوقع انضمام أكثر من عشرات الأشخاص.

وتابع: غير أن المبادرة لقيت تجاوباً وأصداء رائعة وتمكنا من بلوغ الـ 1000 كتاب في مارس 2016، وعليه قررنا رفع السقف المستهدف لـ 5 آلاف كتاب، وكسرنا مع نهاية العام الماضي حاجز الـ 8500 كتاب، وبلغ عدد المنتسبين للمبادرة 430 بحرينيا.

خارج البحرين 

 وأكد الزيرة التنوع الديموغرافي لمنتسبي المبادرة، فأعمارهم تبدأ من 15 ويتجاوز بعضهم الـ 50 عاماً، مشيراً إلى أن الوجود الأبرز هو لمن هم بين 18 و30 سنة.  

ولفت إلى وجود أعضاء في المبادرة ويعيشون خارج المملكة حالياً، وغالبية هؤلاء طلبة بحرينيون يدرسون في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين ومصر وسلطنة عمان، ويشكلون ما نسبته 10 % من مجمل الأعضاء. 

 رقم 1

 وتحدث لـ “البلاد” عصام عياد الحاصل على المرتبة الأولى في المبادرة “البحرين تقرأ” بحصوله على أكثر عدد من الصفحات المقروءة في العام 2016 وبلغت 38 ألف و92 صفحة. 

وقال عياد: انضممت إلى المبادرة بعد شهر من انطلاقها (30 يناير 2016)، وساهمت في توسيع اهتماماتي وميولي للقراءة، وعدم حصرها في مجال واحد.

 وأضاف: أقرأ اليوم أكثر في الفلسفة والأدب والخيال العلمي والشعر أحياناً، وكذلك تستهويني القراءة في العقائد على نحو كبير.

شكوى الزوجة

وأوضح عياد، الذي يعمل موظفاً استشارياً في قطاع السفر والسياحة وهو أب لابنة واحدة، أن القراءة تحتل مساحة واسعة في حياته، ويحاول دوما توزيع الوقت على مهامه وأدواره على نحو متناسب. 

وتابع: زوجتي تشكو أحياناً من مساحة القراءة، ولكنها متفهمة في الغالب، فهي مهتمة بالقراءة أيضاً.. وأحاول التوفيق دائما، ففي بعض الأيام أقرأ لـ 8 ساعات وأكثر، وأيام أخرى لا أقرأ بتاتاً أو أقرأ بشكل محدود.

القراءات الجماعية 

وأكد عياد، الذي يبلغ عمره 40 عاما، أن القراءة بالنسبة له ليست للاستفادة فقط، بل هي متعة كبيرة. 

 وأردف: أجل، أقرأ كثيراً منذ أن كان عمري 20 عاماً، ولكن ليس بالمستوى الآني، فبعد أن انضممت للمبادرة تطور المقروء كما ونوعاً.  

وأثنى عياد على ما توفره المبادرة من فرصة للقراءات الجماعية، والتي تتجسد عبر اختيار كتاب أو رواية ما ومن ثم التوافق على وقت للانتهاء من قراءته؛ ليبدأ النقاش حوله.

هزة داخلية  

ووصف عملية مشاركة الاقتباسات من الكتب والروايات وكذلك النقاش الجماعي في مجموعة اجتماعية أنشئت على تطبيق “الواتساب” بالممتعة جداً، معبراً عن حماسة كبيرة لتطور المبادرة. 

 ورداً على انتقادات وجهت لأعضاء المبادرة بكثرة قراءة الروايات عوضاً عن الكتب، قال عياد: بعض الروايات تفيد أكثر، وتحمل أحياناً مشاعر وأفكارا لا يمكن وضعها في كتاب، كرواية العمى مثلاً التي أحدثت هزة بداخلي.

 وحول ميوله بشأن آلية القراءة الكتاب أو الرواية، عبر عن حبه للكتب المطبوعة، فلها لذتها ومتعتها، غير أن صعوبة الحصول على بعض الكتب في صيغة ورقية يدفعه إلى النسخ الإلكترونية أحيانا. 

المركز الثاني 

 من جهتها، قالت الشابة لولوة رشدان، الحاصلة على المرتبة الثانية لأعلى عدد كتب مقروءة العام 2016: علمت بمبادرة “البحرين تقرأ” من خلال موقع “جود ريدز”.

 وحصدت رشدان على المركز الثاني بعد قراءة 188 كتابا ورواية.

 وأضافت: أزور الموقع بشكل يومي للاطلاع على الكتب الجديدة، وعرفت من خلال زياراتي بوجود المبادرة. 

 كتب أجنبية 

واستطردت: منحتني المبادرة الفرصة للتعرف على أشخاص يقرأون الكتب ذاتها، ولهم ميول واهتمامات مقاربة، ولن أغفل الإشارة إلى أن المبادرة أدخلتني عالم الكتب العربية، بعد أن كنت أقرأ الكتب الأجنبية فقط.

وعبرت عن سعادتها لما تشهده مجموعة “الواتساب” من نقاشات بناءة بين القراء بشأن الكتب وما تتضمنه من أفكار ومفردات وتعبيرات.. “نقرأ ومن ثم نضع سطراً من رواية أو كتاب”.. ويدور نقاش بعد كل قراءة جماعية لأي كتاب. 

 أجاثا كريستي  

وأوضحت رشدان أن علاقتها مع الكتب تطورت في المرحلتين الإعدادية والثانوية مع تواجد المكتبة المدرسية المفتوحة أمام الطلبة. 

وبالنسبة لميولها الآنية في القراءة، بينت أن لها حباً كبيراً لروايات الجريمة والتحقيق الجنائي، وعشقها بدأ مع الروائية أجاثا كرستي والشخصية الروائية الشهيرة شارلوك هولمز، ويمتد لكُتاب هذا العصر للروايات الجنائية. 

 واستدركت: أحب أيضا قراءة الرواية الكوميدية والرومانسية والخيال العلمي. 

مجتمع لا يقرأ 

وتحدثت رشدان عن ميولها للكتب والروايات الإلكترونية.. “الأون لاين أسهل وأسرع... لا أشتري”. وهو أيضاً أسهل للقراءة داخل الباص الجامعي وبين المحاضرات أيضاً. 

وتعليقا على واقع القراءة في مجتمعنا (تضحك لولوة لثوانٍ وتقول): مجتمعنا لا يقرأ ولم تزرع ثقافة القراءة في الأطفال، والجيل الجديد منهم مشغل جداً بـ”الآي باد”.

 وأردفت: عندما أراقب مجموعتنا الخاصة بالمبادرة، أشعر وكأن البحرينيين يقرأون، ولكن هذا الانطباع يتلاشى عندما أدخل مكتبة أو محلاً لبيع الكتب، فلا يتواجد بداخلها أناس، إلا ما ندر، وهم أجانب في الغالب. 

 “جود ريدز” 

بدوره، أثنى الشاب محمد الجمري على ما يمنحه موقع “جود ريدز” من خصائص وخدمات للمشتركين به، مشيراً إلى أنه يمنح عشاق القراءة فرصة لوضع هدف شخصي لكل مشترك، بغرض إنجاز قراءة أو الاستماع لعدد محدد من الكتب.  

وأردف: إن الموقع يعطي خاصية المتابعة للأعضاء، فيخبر كل مشترك إذا ما كان يسير وفق مخططه الزمني أم هو متقدم أو متأخر عن بلوغ هدفه.  

وتابع قائلاً: شاركت في مبادرة “البحرين تقرأ” في أواخر العام 2015، وحددت لنفسي هدف قراءة 36 كتابا طوال العام 2016، ولكني وصلت لهدفي بسرعة وفي غضون 3 أشهر فقط، فعمت لرفع الهدف، وهو إحدى خصائص الموقع الذي يسمح بتعديل الهدف العددي عبر رفعه أو خفضه. 

القراءة والقيادة  

وأشار إلى أن الموقع يعطي اقتراحات للتعرف على كتب جديدة تتناول موضوعات مشابهة لما جرى اختياره للقراءة في الصفحة الشخصية للقارئ. 

وأضاف: يمكننا الموقع أيضاً من التواصل الإلكتروني المباشر مع بعض الكتاب. 

ولفت الجمري إلى ميوله نحو الكتب المسموعة؛ لسهولة الاستماع إليها يوميا أثناء قيادة السيارة أو المشي مثلا.