العدد 3178
الثلاثاء 27 يونيو 2017
banner
برامج المقالب (1)
الثلاثاء 27 يونيو 2017

عندما هممت بإيقاف تشغيل التلفاز الذي صادف عرض برنامج المقالب الشهير “رامز تحت الأرض”، فوجئت بصرخة اعتراضية مدوية من جميع الأطفال الذين كانوا معنا وهو ما لفت انتباهي بشدة، إذ لم أكن أتصور أن يكون مثل هذا النوع من برامج المقالب جاذبًا للأطفال إلى هذه الدرجة، فقمت بمتابعة كيفية مشاهدة الأطفال لهذا البرنامج للتعرف على أكثر ما يشدهم ويجذبهم إليه. 

أعرف من القراءة السريعة للأخبار أن هناك جدلا كبيرا ومستمرا حول برامج رامز جلال كل عام منذ طهوره عام 2011 وبمسمياتها المختلفة ومضمونها الثابت سواء قلب الأسد أو ثعلب الصحراء أو عنخ آمون أو غيرها، ما وصل إلى قيام بعض المشايخ بتحريم هذا البرنامج، وتابعت أيضًا أن كثيرين صرحوا بوجود اتفاق بين الضيوف والقائمين على البرنامج بنوعية “المقلب” الذي سيتم، كما قرأت أن أحد المذيعين وجه تحذيرًا مسبقًا عبر اليوتيوب بتفاصيل المقلب الذي سيتم عمله في الضيف خلال هذا العام، وكل ذلك كان يفترض أن يقلل من نسبة المشاهدة والجاذبية وهو ما لم يحدث مطلقًا، بل واصل البرنامج نجاحه ومازال يحقق أعلى الإعلانات وهو ما يحسب بطبيعة الحال لجميع القائمين على البرنامج.

ومن متابعتي السريعة والخاطفة لبعض حلقات هذا البرنامج بحكم خضوعي آسفًا لاختيارات الأطفال وعدم الرغبة في تعكير مزاجهم، تبين لي أن الأطفال ينجذبون إلى عدة أشياء منها الطبيعة التي يتم فيها تصوير البرنامج خصوصا من حيث الرمال المتحركة، إضافة إلى تعليقات رامز جلال الساخرة على حديث الضيف.

وإذا كان بالفعل أكثر مشاهدي هذا البرنامج من الأطفال، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة من علماء الاجتماع وخبراء الإعلام لما يحمله من مخاطر حقيقية على هؤلاء الأطفال، حيث إنه لا يحمل أية قيم إيجابية أو رسائل هادفة على الإطلاق، إضافة إلى أن التسلية التي يقدمها تتم في إطار بعيد عن حدود الأدب والذوق وفي سياق يجعل الطفل يستحسن التآمر على أقرانه، ومحاولة إيذائهم لأنه يعتقد أن هذا فعل مشروع وسينتهي بقبول الأمر وضحك الضحية مع الجاني، وهذا برأيي أشد خطورة من أفلام العنف التي يحذر منها جميع الخبراء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية