+A
A-

حرب كلامية حادة بين الغريمين

أنهت حادثة سباق جائزة أذربيجان الكبرى، أمس الأول الأحد، حالة السلام والاحترام بين سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون ومنافسه على بطولة العالم للفورمولا وان، سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل. 

واحتدمت المعركة داخل وخارج الحلبة بين بطل العالم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون ومنافسه في فيراري الألماني سيباستيان فيتل، بعد الحادث الذي حصل بينهما خلال جائزة أذربيجان الكبرى لسباقات الفورمولا وان، إذ اعتبر الأول بأن خصمه “جلب العار لنفسه” وتحداه بإثبات رجوليته.

وكان سباق الأحد على حلبة باكو دراماتيكياً تخلله دخول سيارة الأمان ثلاث مرات، وإيقاف مؤقت في اللفة 22 لإزالة حطام على الحلبة جراء عدد من الاصطدامات، وشهد منافسة في الأمتار الأخيرة انترع بنتيجتها سائق مرسيدس الفنلندي فالتيري بوتاس المركز الثاني من سائق وليامس الكندي لانس سترول الذي صعد إلى منصة التتويج للمرة الأولى في مسيرته.

إلا أن المحطة الأبرز في السباق حصلت في اللفة 22، بعيد دخول سيارة الأمان للمرة الثالثة في وقت كان هاميلتون متصدراً وخلفه فيتل. ومع استعداد السيارة للمغادرة وعودة السباق إلى طبيعته، بدا أن البريطاني بطل العالم ثلاث مرات خفف من سرعته بشكل حاد عند أحد المنعطفات خلف سيارة الأمان، ما دفع فيتل إلى الاصطدام به والأضرار بالجناح الأمامي لسيارته.

وبدا الألماني بطل العالم أربع مرات غاضباً مما حدث. فبعدما لوح بيديه لهاميلتون، تقدم إلى موازاته ولوح مجدداً، قبل أن يقوم بانعطاف حاد تجاهه بدا متعمداً، ليصدم بها الإطار الأمامي الأيسر لسيارة هاميلتون التي لم تتعرض لضرر ظاهر.

وفرض منظمو السباق عقوبة توقف في الحظيرة لعشر ثوان على فيتل بسبب “القيادة الخطرة” في أعقاب ذلك وأوقف السباق بموجب “العلم الأحمر” لبعض الوقت، وذلك للمرة الأولى منذ جائزة استراليا الكبرى في مارس 2016. ولم يتمكن هاميلتون من الاستفادة من خروج فيتل لتأدية العقوبة، إذ أنه اضطر أيضاً إلى دخول حظيرة فريقه لتعديل إحدى أدوات السلامة المرتبطة بعنقه، ما أدى إلى تأخيره بشكل إضافي.

ورأى مراقبو السباق لاحقاً أنه لا يوجد أي دليل بأن هاميلتون قام بالكبح المفاجئ، مستندين إلى المعطيات الصادرة عن سيارة البريطاني.

وإلى جانب عقوبة التوقف في خط الحظائر لعشر ثوان، أضيفت 3 نقاط جزائية إلى سجل السائق الألماني الذي دخل سباق باكو ومعه 6 نقاط جزائية.

وتنص القوانين الرياضية للبطولة، أنه في حال حصول السائق على 12 نقطة جزائية خلال فترة 12 شهراً، يتم حظر مشاركته في جائزة كبرى.

وتزول أول نقطتين عن سجل فيتل بعد ثلاثة أسابيع من الآن في جائزة بريطانيا الكبرى، ما يعني أنه عليه تجنب أي مجازفة غير محسوبة في جائزة النمسا الكبرى بعد أسبوعين لتفادي أي حظر مشاركة في المستقبل القريب.

ولم يكن هاميلتون الذي أنهى السباق في المركز الخامس مباشرة خلف فيتل متصدر الترتيب العام بفارق 14 نقطة عن غريمه البريطاني، راضياً عن العقوبة التي فرضت على سائق فيراري ولا على سلوكه، قائلاً “أعتقد أن إفلاته إلى حد كبير (من العقوبة) من اصطدامه عمداً بسيارة أخرى عار. أعتقد أنه جلب اليوم العار لنفسه”.

ومن المؤكد أن حدة المواجهة بين السائقين ستزداد في السباقات المقبلة على الحلبة وفي وسائل الاعلام والمؤتمرات الصحافية، رغم تأكيد فيتل بأن “الاحترام (بين السائقين) ما زال موجوداً في معركة البطولة. ليس لدي أي مشكلة معه، لكني أعتقد أن ما حصل اليوم (من قبل هاميلتون) كان خاطئاً”.

وواصل “كل يوم في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم هناك حكام يتخذون قرارات، بعض اللاعبين يوافقون عليها والبعض الآخر يعترض. الأمر مشابه هنا”.

ومن جهته اعتبر مدير مرسيدس النمساوي توتو وولف في تصريح لشبكة “سكاي سبورتس” بأن أحداً لا يريد رؤية السائقين “يتملقان” بعضهما في حين أن “الحرب” قائمة بينهما، مضيفاً “أنهما “محاربان. إنهما في معركة الآن، يحاربان من أجل الفوز بالسباقات والبطولة، في مرحلة ما، أفضل من يقاتل للفوز بالبطولة في هذه المرحلة من مسيرتهما لا يمكن أن يكونا أصدقاء.