العدد 3179
الأربعاء 28 يونيو 2017
banner
الجمعيات السياسية لوثت مجتمعنا بالأوبئة والجراثيم الفكرية
الأربعاء 28 يونيو 2017

إن القاعدة الأساسية التي تتحرك تاريخيا في كل زمان ومكان عبارة “لا يصح إلا الصحيح”، أما التقاليد البالية التي فقدت معناها وترسانة الرجعية من الأفكار المستوردة من “إيران وغيرها” فمصيرها الاصفرار والذبول، وهذا ما حصل لجمعيتي “الوفاق” و”وعد” المنحلتين اللتين غاصتا في أوسع مفاهيم العمالة والخيانة والطائفية ولعل أهم ما يميز المرحلة الراهنة تحديد الاتجاه الذي نسير فيه واليقظة في التقدير والعمق في التحليل، فلربما تخرج لنا أسماء جديدة تدعي العمل السياسي والوطني بأشكال مختلفة والاستفادة من دروس الماضي وتجاربه وطبيعي أن يكون في مقدمة طلبات هؤلاء تكوين جمعية سياسية “أقول ربما” تتقدم ببرنامج سياسي مليء بالتعابير الناعمة والسير بالعمل السياسي نحو آفاق جديدة من التطور وبنفس طريقة “مشية الوفاق ووعد” ولكن بعد ذلك تتغير وجهة البوصلة والشعارات ويصبح الواقع غريبا ومن ثم تبدأ المزايدات والمتاجرة بالوطن وينكشف الأمر في النهاية بالسقوط في وحل العمالة والنشاط على خطوط الخيانة.

في مرحلتنا الراهنة علينا تحديد ما هو أساسي وجوهري من الأهداف، ومسألة الجمعيات السياسية قضية سطحية لن تفيد المجتمع بشيء وستدخلنا في شعارات ونظريات “شبعنا منها” وستزرع البلبلة والانشقاق وسبق أن قلت عن هذه الجمعيات إنها مثل الألغام التي تعيق تقدم البلد والتي جاءت بمسمى جمعيات سياسية، فلم تحصد البحرين منها سوى “الأذية” ونيران الطائفية وأنا أتحدى أي شخص أن يقول إنه استفاد من هذه الجمعيات وبرامجها ومجالس إداراتها المتعاقبة ووجودها في البحرين. 

اليوم ونحن نعيش هذه الظروف والتحديات لا مفر من نسيان شيء اسمه “جمعيات سياسية” لأنها عطلتنا سنوات كثيرة ولوثت مجتمعنا بالأوبئة والجراثيم الفكرية والحمى والتأخر. 

لنغلق هذا الباب الذي ثبت لنا بوضوح من يحاول دخوله واستغلاله لإلحاق الضرر بالبحرين وتحويلها إلى منارة للتحريض، فحين يحمل أي عنصر الضرر للمجتمع تجب محاربته وخنقه. معنى هذا أنه بعد تجربتنا الجمعيات السياسية التي تحولت مع مرور الوقت إلى أوكار للتآمر بكل أساليب العمل، يجب أن لا نكون من أصحاب الإيقاع البطيء وعديمي اليقظة حتى لا نقع في الفخ مرة ثانية، فالبحرين اليوم أفضل حالا وأنشط وأجمل وأروع وأنظف بعد تشميع “الوفاق ووعد”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .