+A
A-

حركة التعاقد مع المدربين تسير بشكل بطيئ

 

مع بدء العد التنازلي لانطلاق الموسم الرياضي الجديد 2017/2018، بدأت جميع الأندية دخول محطة النهاية لعمليات التجهيز والإعداد، إذ تعكف جاهدة خلال الأوقات الحالية على ترتيب الأوراق والتجهيز المكثف وسط أحلام وطموحات عالية لكل الأندية بلا استثناء في تقديم موسم أفضل والظهور بصورة أقوى من التي كانوا عليها في الموسم الماضي.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه بعض الأندية تواصل رحلة البحث بالنسبة لها عن لاعبين أجانب ومدربين لتعويض من رحل أو في محاولة للحصول على أفضل الأسماء التي يمكنها أن تدافع بقوة عن ألوان الفريق نجد أن الشعار في الموسم الجديد بشكل كبير هو "التغيير" خاصة على صعيد المدربين بحثاً عن تصحيح الصورة وتغيير الأوضاع السابقة.

فرغم أن البعض ركز على أن "الاستقرار" هو الشعار الذي سيرفعه في الموسم المقبل إلا أنه على الجانب الآخر نشاهد أن هناك الكثير من التغييرات التي ستطرأ على بعض الأسماء.

وبنظرة سريعة نجد أن 3 أندية من أصل 12 فريقًا منضويًا تحت لواء اتحاد السلة، وهي المحرق والنويدرات وسماهيج قد أعلنت عن رغبتها في التجديد لمدربيها، في الوقت الذي لا زالت أندية الحالة والنجمة وسترة والبحرين والاتحاد ومدينة عيسى، لم تكشف عن رأيها في تجديد ثقتها بالأجهزة الفنية أم الاتجاه نحو التغيير، في حين أعلنت أندية الأهلي والمنامة عن توجهها لتغيير مدربيها والتعاقد مع مدربين جدد، بينما الوافد الجديد الرفاع لا زال يعمل بصمت بعيدًا عن ضجيج باقي زملائه من الأندية.

 

الاستقرار

أعلنت أندية المحرق والنويدرات وسماهيج الاستقرار التام على الأطقم الفنية، ووجدت أن من الأفضل استمرار الوضع كما هو عليه بالإعلان عن تجديد الثقة في المدربين والشد من أزرهم لتحقيق الأفضل في الموسم المقبل.

فالمحرق بطل كأس خليفة بن سلمان وصاحب المركز الثاني في بطولة الدوري، نجح تحت قيادة المدرب الصربي إيفان جيرميك في كسب ثقة الشارع الرياضي المحرقاوي وكل الخبراء والنقاد خلال الموسم المنقضي بعدما تمكن من إعادة نبض الفريق وتحقيق الكثير من الإنجازات وقاد الفريق إلى حصد لقب النسخة الأولى لكأس الأمير خليفة بن سلمان، بل وتألق بشكل ملحوظ في الوصول لنهائي كل البطولات، وهو الأمر الذي جعل الجميع داخل النادي يجددون الثقة فيه وينتظرون منه المزيد في المرحلة المقبلة.

ولم يكن جيرميك مجرد مدرب، وإنما هو صاحب فكر عال قدم معه عيال الذيب أجمل العروض الكروية وعزفوا الكثير من الألحان الموسيقية داخل المستطيل الأصفر للتفوق على المنافسين فخطف الفريق لقب كأس خليفة بن سلمان بجدارة.

أما النويدرات، وبحكمة إدارته الواعية فأصبح يتنفس بفكر مدربه الصربي دراغان وعقليته الرائعة التي قاد بها الفريق إلى تحقيق أفضل إنجاز للفريق حتى الآن حينما نال المركز الثاني في بطولة كأس خليفة بن سلمان، ومع مزيد من الدعم وتوفير بعض احتياجات الفريق سيكون التفكير في الفوز بلقب الدوري الغائب عن خزائن النادي.

وفضلت الإدارة برئاسة محمد علي جاسم استمراره مع النادي للموسم الثاني على التوالي بشكل يؤكد حالة الاستقرار والتجانس الكبيرة التي يعيشها الفريق بفضل الاستقرار على اسم المدرب وأيضاً معظم اللاعبين أبناء النادي.

وقاد الصربي دراغان فريق النويدرات إلى تقديم مستويات طيبة في الكثير من المراحل ونجح في الظهور بشكل قوي لكن صادفه الكثير من سوء الحظ وحالة من عدم التوفيق في توقيتات مهمة من بطولة الدوري، أبعدته عن دائرة المنافسة على البطولة وهو ما يتمنى مسؤولو النادي تغييره في الموسم المقبل مع انسجام الفريق مع فكر المدرب دراغان.

أمّا فريق سماهيج، فقرر هو الآخر الاستمرار على مدربه الوطني علي كويد  لقيادة الفريق في الموسم الجديد بعد النتائج الطيبة التي حققها كلاهما في الموسم المنقضي.

فالفريق رغم أنه لم يحقق أي بطولة الموسم الماضي أو أيّ مركز متقدم، إلا أن إدارة النادي وشددت على أنّ الاستقرار الفني ضرورة حتيمة لأي فريق؛ لاعطاء نتائج جيدة ومتوازنة، معتبرة إياه من أهم العوامل المساعدة على تحقيق النتائج الطيبة.

وتأمل الإدارة أن يتمكن المدرب كويد في الموسم المقبل من تحقيق مراكز متقدمة ووضع النادي في مصاف فرق الصف الأول.

 

 

التغيير

يتوجه قطبا كرة السلة البحرينية الغريمان الأهلي والمنامة، إلى تغيير جلدهما بالتعاقد مع مدربين جدد ليقودا فريقهما في الموسم الرياضي المقبل.

المنامة والأهلي، لم يبديا أيّة رغبة في التجديد لمدربيهما الإسباني "العنيد" كلاروس والأميركي سام فنسنت، لاسيّما بعد إخفاقهما الكبير في تحقيق تطلعات وآمال عشاق وأنصار الفريقين في البطولة الخليجية.

عمومًا، يعتبر الغريمان من أكثر الأندية تغييرًا للمدربين، إذ استبدل المنامة 3 مدربين خلال الموسم الماضي، فيما الأهلي استغنى عن خدمات مدربيّن، فهل سيوفقان في اختياراتهما للموسم الجديد؟

 

غموض

في المقابل، لا زال الغموض يلف موضوع مدربي بقية الأندية "الحالة والنجمة ومدينة عيسى وسترة والاتحاد"، إذ حتى كتابة هذه السطور لم تعلن حتى الآن عن رغبتها سواء في تجديد الثقة بالأجهزة الفنية لفرقها أم الاتجاه نحو التغيير، إذ تعتبر هذه الأندية متأخرة جدًا في اتخاذ قرارها بهذا الشأن، حيث إنها ستكون على موعد مع شهرين فقط من أجل التحضير للموسم المقبل.

الحالة لم يعلن عن رغبته في التجديد للمدرب أحمد جان، ومدينة عيسى لم يبدِ رغبته في التجديد لصالح الحداد، والاتحاد لم يقرر الاستقرار على أحمد حمزة، وسترة لم يبادر في التجديد لعلي عبدالغني، والنجمة لم يتخذ قراره بعد بشأن استمرار رؤوف حبيل.

 

حركة بطئية

إذًا، قامت 3 أندية فقط في المحافظة على مدربيها واختارت الاستقرار الفني، في حين لا زالت حركة بقية الأندية فيما تتعلق بالاستعداد للموسم الجديد 2017/2018 تسير بشكل بطيء، وقد يتسبب ذلك في تأخر تدشين إعدادها لعدم جاهزية رسومات خرائط المشاركة واستيراتيجيات الموسم الجديد.

وأخيراً يبقي السؤال هل تنجح الأندية التي حافظت على الاستقرار بالنسبة لمدربيها في تحقيق ما تسعى إليه أم تفشل وهل يصنع المدربون الجدد الذين سيلتحقون بالأندية في تصحيح الصورة وإعادة الأمور لنصابها من جديد بعد توليهم المسؤولية خلفاً لمن رحلوا، بالتأكيد الإجابة ستتضح مع انطلاق منافسات الدوري.