يؤسفنا عدم تجاوب قطر مع اتفاق الرياض، ويؤلمنا اتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة مجاورة وقطع العلاقات معها لدعمها الجماعات المتطرفة، جزاء لا يقبله أخ تجاه أخيه ولكن لا يمكننا السكوت عن تجاوزات عدائية تهدد الشعوب والأمن والاستقرار في المنطقة. 

مازلنا في انتظار حكمة من الأشقاء في قطر لإصلاح الشروخ التي راكمها الزمن، واسترداد الثقة بوقف سلوكيات هادمة تبعد المسافات مقطعة يوما بعد يوم سبل العودة، وأمل استعادة الأخوة الأمينة الصادقة المسؤولة البعيدة عن مصلحة تبنى على حساب الآخر. 

إن صناعة الإرهاب بدأت تأخذ منحا خطيرا لا يمكن مواجهته إلا بيقظة أمنية وبالحسم والحزم، لن نقبل للإرهاب الذي يستمد تمويله ودعمه اللوجستي من بعض الدول أن يستشري ويهدد أمن وطننا ومواطنينا، نحن يد واحدة وشعب متماسك وقوي أمام التحديات وفي وجه الصعاب، ومن ينشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لن يتحقق مناله، “فالبحرين حكومة وشعبا بقيادة عاهل البلاد المفدى كانت وستظل كيانا قويا ومتماسكا أمام التحديات والأزمات، وعصية على الطامعين والحاقدين والمتآمرين”، هذا ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله.

أدلة كثيرة استطاعت إنهاء الشكوك حول حقيقة دور قطر التآمري ضد البحرين، توجهات تخدم مصالحها مخلفة وراءها شعبا خليجيا قلقا يعيش حالة من التوتر والفوضى وعدم الاستقرار، روابط أخوية متقاربة تاريخية متجذرة لم تلق أدنى اعتبار، مستمرين بلا حياء في دس السم والسماح لأعداء طامعين متطرفين بالتدخل في شؤوننا بشتى الطرق.

على قطر اليوم مراجعة سياستها، مستغلة أموالها في ضرب أشقائها، عليها الكف عن سلوكياتها الشاذة المناقضة لدول الخليج كي لا يستمر عزلها واستبعادها واستمرار خسائرها، بيدها اليوم الخروج من المأزق والمحافظة على بقائها في البيت الخليجي، بالكف عن حفر الحفر لأشقائها، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وحتماً ستكون أول الخاسرين في يوم لا ينفع فيه الندم.