العدد 3185
الثلاثاء 04 يوليو 2017
banner
برامج الأطفال في الفضائيات الخليجية... لا قيم ولا مضمون!
الثلاثاء 04 يوليو 2017

استشعارا للعبء التاريخي الملقى على ضمير الفضائيات الخليجية وفي هذه الحقبة التاريخية المهمة نتمنى أن يلتفت المسؤولون وأصحاب القرار إلى تلك البرامج الحافلة بالعنف والقتل والدمار والتمرد والغضب والمنغمسة حتى الاختناق تعبيرا وقولا في الإسفاف والانحطاط الأخلاقي والتركيز على الأمور الجنسية والتلاعب في الجمل والحوارات، وسبق أن ذكرت قبل فترة وانطلاقا من مسؤوليتي المهنية أن  الفضائيات الخليجية ابتعدت كثيرا عن التربية وتقديم المعلومات المفيدة إلى أطفالنا واكتفت بالقشور والبرامج المعلبة الضعيفة وتلك المليئة بالعنف والسلبيات والإجرام وهذا منعطف خطير، وللأسف بدأنا نحصد ثماره، حيث لم يعد أطفالنا يستمتعون بالقصص التي تقدم لهم بقدر ما يستمتعون بحركات العنف التي يقلدونها، فجل البرامج التي يشاهدها الطفل برامج مبتذلة وسطحية ولا تمت إلى عاداتنا وتقاليدنا، وتكثر بها الألفاظ الخادشة للحياء. نشعر بأن الطفل الخليجي أمام بركان من البرامج الهدامة البعيدة عن التربية والخلق.

كل ما أستطيع قوله الآن إننا أمام مصنع من الألغام وبرامج تافهة لا تعود بالنفع على أطفالنا من قريب أو بعيد حيث أصبحنا نشاهد برفقة أطفالنا برامج غير مألوفة وتخلو من المفاهيم والقيم والأخلاق والمضمون، برامج منفصمة عن الواقع وتجري في عالم بعيد عن عاداتنا وتقاليدنا وتقتلع بذرة الخير والصلاح من نفوس أطفالنا، وهذا كابوس مخيف يخرج من فضائياتنا ويبشر بالسقوط!

ما نريده كأولياء أمور ومجتمع خليجي برامج يكون لها دور إيجابي في تغيير عقلية الطفل إلى الأفضل وبالإمكان استغلالها في العملية التعليمية والتربوية، فالعلاقة بين برامج الأطفال بأنواعها وبين التربية والتعليم علاقة وثيقة جدا، فمثلما تعمل التربية على إعداد المواطن للحياة إعدادا صحيحا بغية تمكينه من أن يكون إنسانا، كذلك تفعل برامج الأطفال التي يفترض أن تكون مثل التجول في فصول كتاب مفيد به مختلف المفاهيم والقيم المفيدة، ولكن مع الأسف مازالنا في فضائياتنا الخليجية نتحدث عن واجهات وألوان دون أن نعمل بوعي فني وثقافي ودون تخطيط، نتعامل مع برامج الأطفال بمسألة الإنتاج والتسويق لا بالمحتوى والجودة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية