حينما فاز الإخوان بالانتخابات، كان الفرق بين مرسي وشفيق ضئيلا جدا، وبعدها تلاعب مرسي بالدستور كما يقول معارضو الإخوان، وحاول تحصين قراراته عن المساءلة، مما جعل شعب مصر ينتفض، ويطيح بحكم الإخوان ومرسي بثورة أنهت حلم الإخوان المسلمين بحكم مصر.

أي أن 80 مليون مصري حتى هذه اللحظة يعيشون حياة طبيعية ولا يهمهم مرسي ولا المرشد ولا بقية الأعضاء، وهي رسالة واضحة يجب أن يدركها الإخوان المسلمون، وهي أن مصر لم تعد تكترث لهم، ولا لآيديولوجياتهم وتنظيراتهم السياسية سواء تجاه العملية الديمقراطية أو المجتمع نفسه، وهذا كله لأن المجتمع بدأ يدرك أن الهدف الأزلي للإخوان هو الاستيلاء على الحكم، ولا أعتقد أن الإخوان قادرون على تغيير هذا الانطباع المجتمعي عنهم على المدى القريب. 

ومن المآخذ التي تؤخذ أيضا على أسلوب ومنهجية الإخوان المسلمين ما يطلقه البعض عليهم من استخدامهم مبدأ الميكيافيلية في تعاملهم مع الآخرين، فالدين الإسلامي حث المجتمع وأعضاءه على مبدأ التراحم والتواد والتركيز على العلاقات الإنسانية والصدق في التعامل مع الآخرين، فلا كذب ولا تلون ولا استخدام للعلاقات الإنسانية لمصالح شخصية وسياسية، بمعنى أن الإسلام حث المسلم على أن يكون مثلا صادقا في تعامله مع الطرف الآخر، إذا أحبه أحبه بالله، فلا محبة من أجل مصلحة انتخابية، ولا تلون وكذب وإظهار مودة ومحبة زائفة للطرف الآخر من أجل الصوت الانتخابي، أو من أجل تسويق شخصيته السياسية للجمهور، ولا وعود كاذبة للجمهور من أجل أصواتهم تحت حجة أن العمل السياسي يتطلب ذلك. لهذا، فإن المجتمع وأفراده حينما يرون مرشحا إخوانيا، فإنهم يدركون أن تلك الشخصية التي تضفي على نفسها لباسا إسلاميا، هي شخصية ميكيافيلية هدفها الأول تحقيق المصلحة السياسية، وأن تلك السلوكيات الفاضلة التي تقوم بها هذه الشخصية، إنما هي من أجل تحقيق النجاح والأهداف والمصالح الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين. وقد يقول قائل إن تلك السلوكيات وتلك الممارسات، إنما هي من صميم العمل الحزبي السياسي، والرد، إنها فعلا من صميم العمل السياسي، لكنها تتنافى مع صميم المبادئ الإسلامية، فهل ننتهج سلوكيات سياسية تتناقض مع المبادئ العامة للإسلام؟ أم نجعل الدين غطاء شرعيا لهذه السلوكيات السياسية؟!.