العدد 3190
الأحد 09 يوليو 2017
banner
طعنة في الظهر
الأحد 09 يوليو 2017

نعم خريطة خليجية سياسية جديدة انبثقت ولن نعود بعدها للوراء مهما حدث، لن نسمع بعد الآن من يتآمر علينا ولن يتخفى متآمر ولن يندس عدو ولن نخلط بين الصديق والعدو، منذ الآن أصبحت الأوراق مكشوفة والمكالمات مسجلة والأسماء معروفة والأموال التي تأتي سنعرف من أين وما مصدرها، باختصار بعد قطع العلاقات مع الدوحة أصبح كل شيء واضحاً بل هناك أكثر من ذلك، لن يخرج علينا من يلعب بذيله ولن يجرؤ أي كان على الاقتراب من البحرين ولن يتعرض لنا أحد فقد أصبحت الخريطة السياسية الجديدة أمرا واقعا، ولن تفلت لا الدوحة ولا من ستسول له نفسه بعد الآن التآمر علينا، هذا هو الانتصار الحقيقي للبحرين ولمجلس التعاون وجمهورية مصر.
قوة جديدة انبثقت في المنطقة وإرادة وعزيمة جديدتان برزتا على الساحة، فعلى مر السنوات الماضية شدد سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه على حتمية الإرادة الخليجية الصلبة في وجه الأخطار والدسائس والمؤامرات، لم تمر مناسبة طوال هذه الأعوام لم يتوقف سموه أمام ضرورة حسم المواقف والدفع باتجاه الوحدة الخليجية الصلبة في وجه التحديات، ليس شرطاً أن تكون تقليدية، ولا شرطاً أن تكون بين كل دول المجلس، ما فائدة قطر وعضويتها وهي بهذه الصورة؟ لذلك أنا شخصياً ومن منطلق الإنجاز الذي تحقق بهذه الوحدة الثلاثية الخليجية تعاضدها مصر العربية قطعنا الطريق على كل متآمر علينا، بل أصبحنا نمتلك مبادرة الهجوم على عدونا وهذه نقلة تاريخية في السياسة الخليجية التي طالما راوحت مكانها خلال العقود الماضية، بل كانت قائمة للأسف على المجاملات وإخفاء الحقائق وعفا الله عما سلف، قالها منذ محنة البحرين الدمرة، خليفة بن سلمان، لن نعود لسياسة عفا الله عما سلف ولو أخذنا بقول سموه منذ ذلك الحين واتخذنا هذا الدرس لوفرنا اليوم سنوات طويلة من المرارة مع المتآمرين، ولكن الوقت لم يفت فها هي شعوب وقادة المنطقة قد هبوا ونزعوا سدادة المواقف الضبابية ورسموا خريطة جديدة مفادها لا عودة للوراء ولا تنازل عن المبادئ ولا مساومة على أمن واستقرار الدول والشعوب مهما كان المصدر حتى لو كان شقيقك، نعم حتى شقيقك أو ابنك إن كان سيؤذيك لا مفر من قطع دابره، هكذا كان يفكر سمو رئيس وزرائنا حفظه الله وهكذا سارت الأمور والحمد لله، لأن ما بني على حق يدوم وما بني على باطل يزول، وها هي الأوراق تنكشف ويعرف العالم كله أن الطعنة الموجعة للأسف جاءت من الشقيق قبل العدو، كنا نفهم أن إيران تتآمر لكن قطر؟ كانت طعنة في الظهر.

تنويرة: الرفيق قبل الطريق حتى إذا فقدنا الطريق ظل الرفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية