العدد 3191
الإثنين 10 يوليو 2017
banner
نهاية داعش
الإثنين 10 يوليو 2017

بشرت دراسة نشرتها مؤسسة “آي إتش أس” ماركت البريطانية مؤخرًا بأن العام المقبل 2018 سيكون عام تفكك وانهيار تنظيم داعش الإرهابي بعد الخسائر الميدانية والمالية للتنظيم، حيث فقد على مدى ثلاث سنوات نحو 60  % من المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، كما فقد 80 % من عائداته.

التنظيم أعلن منذ بداية ظهوره في يونيو من عام 2014 ما يسمى بالخلافة الإسلامية على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع، إلا أن المساحة التي يتواجد فيها حاليا تقلصت إلى 36,200 كيلومتر، بل فقد التنظيم السيطرة على مجمع مسجد النوري في الموصل العراقية الذي من على منبره أعلن الإرهابي أبوبكر البغدادي إقامة “الخلافة”، وهو ما يعني فشلاً واضحًا في هذا المشروع “الهلامي” المطاط الذي يتحرك بنا من منطقة لأخرى مع كل تنظيم أو حركة تتبنى فكرًا متطرفًا وتنتهج سلوكًا إرهابيًا، ما يوحي ربما بأن هناك محاولات لتكوين رأي وصياغة فكر يربط بين مفهوم الخلافة الإسلامية وبين الإرهاب.

هذه الدراسة تؤكد مدى أهمية عنصر المال في التطرف والإرهاب، فهو الذي يأتي بالأتباع ويعطي الحماس للأعضاء ليحاربوا من أجل فكرة لا يعرفون ماهيتها ويعلمون علم اليقين أن التنظيم الحاضن لهم غير قادر بالمرة على تحقيقها في أية بقعة من بقاع العالم، لكنه المال الذي يغري بالانضمام والاستمرار وتحمل العواقب، خصوصا أن معظمهم ممن يعانون فقرًا لا يجعلهم يفكرون فيما هم مقدمون عليه من أعمال إرهابية ونتائجها الوخيمة وآثارها البشعة.

فالدراسة تؤكد تقلص الموارد المالية لداعش خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث انخفض الدخل الشهري من 81 مليون دولار في الفصل الثاني من العام 2015 إلى 16 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الجاري، فلم يعد لديه مال يكفيه لاستعادة ما يخسره من الأراضي والمقاتلين والأتباع.

وتأكيدًا لما خلصت إليه هذه الدراسة، أعلنت وزارة الدفاع العراقية منذ فترة قصيرة نهاية تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة الموصل بعد ثلاثة أعوام من السيطرة عليها، مؤكدة أن وجود “داعش” في العراق انتهى إلى الأبد، وأنه لم يعد أي خيار أمام متطرفي التنظيم سوى الاستسلام بعد الانهيار الكامل في صفوفه.

والسؤال الآن: هل ستكون المنطقة أكثر هدوءًا وأمنًا بعد انهيار داعش؟ أم سنشهد “داعش آخر أو دواعش أخرى” بأشكال وصور مختلفة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .