+A
A-

"دراسات" ينظم ورشة المؤشر الإحصائي للتنمية البشرية

عقد مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مملكة البحرين ، اليوم ورشة عمل "المؤشر الإحصائي لتقرير التنمية البشرية لمملكة البحرين"، بمقر المركز في عوالي، بحضور عدد كبير من الجهات المعنية بالوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية ، وممثلي المنظمات الدولية في البحرين ، و بمشاركة الخبير الدولي د.عبدالحميد نوار ، المختص في جمع وتحليل المؤشرات الإحصائية.

ورحب سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز (دراسات) بالمشاركين والحضور في الورشة ، مشددًا على الأهمية الحيوية والفائقة للمؤشرات الاحصائية الدقيقة والحديثة في بناء سياسات وخطط تنموية سليمة تتمتع بكفاءة وجودة عالية.

وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، تولي كل الاهتمام والرعاية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق المعايير الدولية حيث حققت حكومة المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، وبدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهما الله ، مكانة رفيعة ومرموقة في مجال التنمية البشرية على المستوى العالمي، ونجحت في ربط برنامج عمل الحكومة بأهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن مملكة البحرين وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المنامة قامت بإعداد وثيقة برنامج العمل القُطري للفترة 2017 – 2020م، حيث حرصت المملكة على مواءمة مخرجات الوثيقة مع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.

وقال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: "إن مركز (دراسات) قام مؤخرا بالتوقيع على وثيقة مشروع تعاون مشترك مع البرنامج الإنمائي لإعداد تقرير مملكة البحرين للتنمية البشرية حيث يتناول موضوع النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز فهم مساراته ، وذلك وفقا للرؤية الاقتصادية 2030 والتي تستند إلى مبادئ الاستدامة والعدالة والتنافسية، وكذلك محاور برنامج عمل الحكومة 2015 - 2018." 

ودعا رئيس مجلس أمناء مركز (دراسات) إلى أهمية تعزيز الشراكات الإحصائية لدعم السياسات الاقتصادية والتنمية المستدامة ، إيمانًا بأن تنفيذ تلك الأهداف يضمن تحقيق التوجهات الملكية السامية لرفعة وتقدم وازدهار الوطن ورفاهية المواطن.

وأشاد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بالتعاون المثمر بين مملكة البحرين ومنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة ، موضحًا أن المملكة تقدم على الدوام الدعم والبيئة المواتية لتسهيل عمل المنظمة الدولية.
ومن جانبه، أشار الدكتور أحمد هاشم اليوشع عضو مجلس أمناء مركز (دراسات) خلال كلمته الافتتاحية بورشة العمل إلى أنها الورشة تهدف إلى إعداد خارطة طريق لحصر مجموعة واضحة من المتطلبات الإحصائية يتم من خلالها دعم إعداد تقرير التنمية البشرية في البحرين ، مع تحديد المسؤوليات لكل مؤشر وتحليله ، كما تسعى إلى اطلاع المشاركين على المتطلبات المركزية اللازمة لإعداد تقارير التنمية البشرية ، فضلا عن أفضل الممارسات والأدوات والمنهجيات المتاحة لقياس التنمية البشرية والنمو الاقتصادي المستدام.

كما أشار إلى أن ورشة العمل تعد بمثابة الحدث الرئيسي في إعداد تقرير التنمية البشرية في مملكة البحرين، والذي سينشر في منتصف العام القادم. وسيكون هذا التقرير ثمرة لجهد مشترك يقوم به مركز )دراسات( مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يقوم بإعداد ونشر تقارير التنمية البشرية في العالم، وسيتم استقاء معلومات تقرير التنمية البشرية في البحرين من مصادر البيانات المتوفرة في المؤسسات الاحصائية الوطنية.

وتناول الدكتور اليوشع في كلمته دور مركز (دراسات) في بناء قاعدة علمية ومعرفية تعتمد على المؤشرات الاحصائية لخدمة عملية التنمية ، موضحا أن المركز يعتمد على بناء القدرات والمقاييس بأسلوب مهني وعلمي. 
ومن جهته ، صرح سعادة السيد أمين الشرقاوي ، المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، بأنه منذ عام 1990، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإنتاج 24 تقريرا عالميا عن التنمية البشرية ، وعشرات التقارير الإقليمية، ومئات تقارير التنمية البشرية الوطنية. وقد تضمنت هذه التقارير شرحا لقضايا التنمية البشرية ، تحليلاً وقياساً وقدمت الحلول المقترحة لتلك القضايا. ومن خلال التميز في البحث والاستقلالية التحريرية ، تقوم تقارير التنمية البشرية بتحويل أهداف التنمية البشرية إلى معايير وخطط ونهج للعمل الوطني ، باستخدام منهجية ونظم تضمن الموضوعية والدقة والاستقلالية ، مشيرا إلى أن التحليل الإحصائي في تقرير التنمية البشرية في البحرين لن ينظر فقط إلى البيانات الثابتة، بل أيضا الى الإحصاءات المقارنة والديناميكية القائمة على المعلومات الإحصائية ، متطلعا لفهم الروابط بين النمو الاقتصادي والاستدامة ، والأهم من ذلك وضع السيناريوهات للمستقبل. 

وأضاف: "إن سعي مملكة البحرين لإصدار تقرير عن التنمية البشرية يُعد بحد ذاته مدعاةً للاحتفال ، حيث أنه سيوفر تحليلاً هاما وحلولا بشأن النمو الاقتصادي المستدام ، وهو الموضوع الذي تم اختياره للتقرير المرتقب.
وأوضح الشرقاوي أنه ينبغي ألا ينظر إلى هذا التقرير وإحصاءاته على أنه ملحق أو بديل للبرامج الإحصائية القائمة. قائلا:" نعلم بأن الجهاز المركزي للإحصاء بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية لديه فريق ممتاز من الخبراء الإحصائيين ، والذين يرجع الفضل لهم في التحسين اللافت للإحصاءات في البحرين ، ونحن كوكالات للأمم المتحدة ومستخدمي هذه الإحصاءات، على بينة ويقين من هذا الأمر".

وتعمل ورشة العمل كداعم للإعداد لتقرير مملكة البحرين للتنمية البشرية ، والذي سيتزامن مع الذكرى العاشرة لتدشين الرؤية الاقتصادية 2030 من قبل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في عام 2008، ويعد التقرير فرصة لتقييم ما قامت به حكومة مملكة البحرين في مجالات التنمية الاقتصادية وتحقيق النمو المستدام ، وإبراز لإنجازات مملكة البحرين في مجال التنمية البشرية ، كما سيشكل رافدًا مساعدًا لتقرير مملكة البحرين الوطني لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المزمع تقديمه في المنتدى السياسي رفيع المستوى بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة خلال عام 2018.