العدد 3201
الخميس 20 يوليو 2017
banner
“الجزيرة” وأكذوبة الإعلام المحايد
الخميس 20 يوليو 2017

لعل أكبر أكذوبة يتم الترويج لها في العصر الحديث ما يطلق عليه بـ “الإعلام المحايد أو المستقل”، فمن البدهي أن توظف الفضائية كل كوادرها لتعزيز هدفها، وفي العقدين الأخيرين شهدنا انتشارا واسعا للفضائيات وهي ذات توجهات متباينة بين السياسي والدينيّ وقلة منها الفكري والثقافيّ، وجميعها بلا استثناء هدفها جذب المشاهد بكل الوسائل والأساليب.

إنّ فضائية “الجزيرة” عملت بجهد منقطع النظير طوال عقدين من الزمن على استقطاب الجمهور العربيّ بكل شرائحه واستطاعت تحقيق هذا الهدف عندما لجأت إلى اختلاق لغة تقوم على الخداع تارة وقلب الحقائق تارة أخرى. إنّ الذي لم تخطئه عين المشاهد البسيط فضلا عن المدقق والخبير هو أنّ كل ما تبثه يفتقد إلى الموضوعية وينقصه الإطار المهني خصوصا في معالجة القضايا العربية والإقليمية وحتى الدولية.

الخديعة الكبرى التي مارسها القائمون على القناة أنهم انتهجوا إطلاق الشعارات المضللة وأبسط مثال يمكن الاستشهاد به الشعار الباهت “الإعلام الحر أو مساندة تحرر الشعوب ومناصرة قضايا الأمة والدفاع عن الأرض...” وغيرها من الشعارات الرنانة الجوفاء. المعضلة هنا أنّ هناك مشاهدين من بلدان عربية انطلت عليهم للأسف هذه الشعارات لزمن ليس قصيرا لكنهم أفاقوا من غفوتهم واكتشفوا متأخرين اللعبة التي تمارسها القناة على المشاهد، والفاجعة الكبرى أنّ الشعارات التي تغلف بها محطة “الجزيرة” كل برامجها ظاهرها إطلاع الإنسان العربيّ على الحقائق بينما كان السم ينتشر في محتوياتها.

المؤسف أنّ هناك من بين العرب من بات مقتنعا بأنّ هذه المحطة أحدثت بالفعل تحولا جذريا في الإعلام العربيّ، غير أنّ الضمير المهني هو الغائب الأكبر في كل ما يبث من برامج، والأدهى أنه لا يوجد ميثاق شرف إعلاميّ يمكن الاحتكام إليه. صحيح أنّها جذبت الآلاف من المشاهدين لكنها في عام 2011م أخذت موقفا منحازا عندما تخلت عن حيادها وتحوّلت إلى طرف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية