العدد 3203
السبت 22 يوليو 2017
banner
التقاعد المبكر لماذا أصبح خيار الأغلبية؟
السبت 22 يوليو 2017

التقاعد المبكر أصبح حلما لدى الأغلبية ممن مازالوا على قيد الوظيفة، بيد أنّ السؤال هل هو بالفعل القرار الأفضل؟ الإيجابيات التي ينطوي عليها نظام التقاعد المبكر أنه يتيح فرص عمل للأجيال الجديدة ويقلل من حجم البطالة، فلا أحد يجادل في أنّ الدماء الجديدة من الشباب هم الأقدر والأجدر بتحمل المسؤولية، ولا يمكن أن نغفل أنّ من كان خيارهم التقاعد ربما لم يشعروا بالسعادة في أعمالهم.

وإذا كان التقاعد المبكر في نظر البعض ميزة أو مكسبا فإنه في رأي آخرين خسارة كبيرة لأنه يعني افتقاد خبرات في أفضل مراحل عطاءاتها، ومن بين هذه الخبرات الأطباء والمعلمون والفنيون، ومن المؤسف أن تبقى خبرات هؤلاء معطلة، قد يبدو مفهوما للأشخاص الذين يتقاضون رواتب متدنية كالعمال اختيارهم التقاعد المبكر لأنهم سيحصلون على نفس الراتب لكن ما هو غير مفهوم وغير مقنع قيام ذوي الأجور المتوسطة والعالية بذلك، والسؤال هنا: لماذا اختاروا التقاعد المبكر؟ ربما يشكل العمل بالنسبة لهم عبئا أو قيدا ثقيلا وربما ميلهم لحياة الدعة والاسترخاء والمفارقة أنّ بين هؤلاء من لا يزالون في الأربعينات من العمر!

نعتقد أنّ الكثيرين ممن أقدموا على خطوة التقاعد المبكر لم يضعوا لأنفسهم خطة لما بعد الوظيفة، ونعني أنهم لا يملكون ما يملأ الفراغ وبالتالي فإنّ خبراتهم عرضة للضياع، قلة من هؤلاء التحقوا بأعمال أو وظفوا خبراتهم بينما الأغلبية أسرى حياة المنزل وبعضهم اختار المقاهي لتمضية الوقت وهناك من وجد في السفر الخيار الأفضل.

استثمار طاقات المتقاعدين وخبراتهم يمكن أن يكون عبر إيجاد الجمعيات أو أعمال تتناسب مع ميولهم وخبراتهم، والمثال لدينا في البحرين جمعية الحكمة للمتقاعدين وبعض الأندية الرياضية، وحسن ما أقدمت عليه بعض الأندية الصغيرة باحتضان كل المتقاعدين ومحاولة استثمار خبراتهم في تطوير بيئاتهم بدعم المشروعات الصغيرة حسب ما لديهم من خبرات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية